السواحل المتبقية كمتنفس عام للمواطنين قليلة جداً ويمكننا عدها على أصابع اليد، ومن المستغرب أن بلدا مكونا من الجزر يحيطه البحر من جميع جوانبه مثل البحرين ولا يجد أهله مسلكاً يؤدي إلى بقعة ماء فيها. وخليج توبلي إحدى المحميات الطبيعية التي عانت كثيراً من التجاوزات والتعديات على حرمتها، فما بقيت مخلفات أو أنقاض أو رمال أو حتى حجارة إلا ودفنت فيها حتى تقلصت مساحته إلى مستويات خطرة تهدد وجوده.
تصديق عاهل البلاد بالأمس على القانون الذي مرره مجلسا الشورى والنواب والذي يعتبر خليج توبلي منطقة محمية طبيعية جاء في وقته قبل أن تتلاشى كلمة «خليج»، إذ مازال هناك من يضربون بالأعراف والتشريعات عرض الحائط، وقد حان الوقت لإيقافهم ولو أني اعتقد أنهم سيتمادون في طغيانهم حتى يصدر القانون في الجريدة الرسمية.
الحبس والغرامة التي لا تتجاوز الخمسين ألف دينار هي العقوبة، وكنت أتمنى لو ضاعف النواب أو الشوريون الغرامة قبل رفع القانون إلى جلالة الملك، لوجود أناس تكسبوا من دفنهم للخليج ومازالوا كذلك، ولن يردعهم أو يثني عزمهم مثل هذا المبلغ. ووزارة شئون البلديات والزراعة تمكنت من خلال الجهاز التنفيذي في البلدية سابقاً، من الحد بشكل أو بآخر من مستوى التجاوزات في خليج توبلي بقرار صادر من مجلس بلدي الوسطى، وهي اليوم لديها ما هو أقوى من القرار ألا وهو القانون وعليها أن تتحرك وفق بنوده
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ