العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ

نحن لا نقتل الأسرى

معاذ المشاري muath.almishari [at] alwasatnews.com

اتحد هذه المرة التطرف اليهودي والمسيحي والاسلامي لإدانة حزب الله وتصفيته سياسياً وعسكرياً، فالانتصارات المتتالية للمقاومة اللبنانية تشكل تهديدا كبيرا للكيان الصهيوني، وخطرا محتملا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، عبر علاقاتها العسكرية والاقتصادية بالأنظمة العربية، وبسط نفوذها وهيمنتها على السياسات الداخلية والخارجية لتلك الأنظمة. كما أن تألق المقاومة اللبنانية واعجاب العالم بثباتها وقدرتها على التصدي والمناورة، وابتعادها من جانب آخر عن أية ممارسات إجرامية وعمليات عسكرية غير شريفة، ذلك وضعها أمام تشنج التطرف الاسلامي بعد سحب البساط من تحت قدميه في عدد من الدول، واتضاح الرؤية والفرق الشاسع بين المقاومة والارهاب.

لقد تعرفت الجماهير العربية على الحقيقة، وباركت تلك الوحدة الوطنية في لبنان، فالدولة والحزب أصبحا عنواناً لكتاب واحد، يقرؤه الجميع في لبنان بصوت مرتفع، وأصبح الرئيس اللبناني يتحدث بلهجة قريبة من تطلعات شعبه، وموازية لتكتيك المقاومة بعد حسم المواجهة العسكرية لصالح لبنان، والاستعداد للدخول في مفاوضات سياسية تستثمر ما أنجزته المقاومة عسكرياً، وبذلك نستطيع أن نراهن على قدرة الدولة اللبنانية على إدارة الصراع القائم من خلال رفع سقف المطالبات وتعزيز دور المقاومة والابتعاد عن مجراة الادارة الأميركية لكسب المزيد من الوقت وإعطاء المجال لقوات العدو استعداداً لسيناريو عسكري غير مكرر. كما استطاع الرئيس محاصرة بعض النافثين في عقد المذهبية الضيقة، وتحرير المصلحة العليا للدولة من حسابات المنتفعين وأوهام المرجفين، بعد أن احتضن انتصار المقاومة بخطاب حافظ على ثبات الشعب وترجم الصورة الحقيقية للوحدة الوطنية.

حاول بعض المتطرفين ممارسة شتى أنواع الهيمنة الفكرية على الشعوب العربية والاسلامية، وتم تصوير حزب الله بأنه الخطر الأكبر على الدول الاسلامية، وقد تألمنا طويلاً في هذه الجزئية لتقييم أداء الحزب والوقوف على مذهبه الفكري والسياسي، فاتضح بأنه فعلاً يمثل خطراً حقيقياً، ولكن على الدولة الصهيونية وعملائها والناطقين باسمها، لا على الاسلام وأهله، فانتشار هذه الحقيقة حرك خناجر الألم في قلوب التطرف، وأشعل نيراناً لا يمكن وصفها إلا من خلال رماد الطائفية الذي بعثره صمود المقاومة في جنوب لبنان.

نعم... لا يقتلون الأسرى، ولا يمثلون بهم، ولا يفجرون قبور أعدائهم، بل يتبادلون عبر وسيط ثالث رفات القتلى بشكل يوجب احترام العدو، وتقدير جميع المناضلين الشرفاء في العالم، وان كان لابد من التنبيه على ضرورة امتداد الوعي الشعبي الوطني بين أوساط الشباب العربي، فإن على الأنظمة العربية أن تسعى «جدياً» الى المحافظة على أمنها واستقرارها من خلال دعم وسائل الاعلام الحر، ومحاصرة أبواق الفتنة والمنابر العميلة لمخططات الصهيونية العالمية، فهذا أقل ما يكتب لتعرية بعض المواقف المتطرفة

إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"

العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً