بحسب دراسة خاصة، نجحت مسابقة الفورمولا 1 للعام 2006 في التأثير بشكل ايجابي على الاقتصاد البحريني. فقبل أيام معدودة نسبت صحيفة »الديلي غلف نيوز« والناطقة باللغة الإنجليزية إلى المدير العام لحلبة البحرين الدولية »مارتن ويتكر« قوله إن التأثير الاقتصادي لحدث الفورمولا 1 للعام 2006 بلغ 150 مليون دينار (أقل من 400 مليون دولار). وقد تمكنت شركة مستقلة من الوصول لهذا الرقم المثير. بيد أنه لم يتم الإفصاح عن احصاءات العام 2005 حتى يتسنى إجراء نوع من المقارنة.

وتشمل 150 مليون دينار إيرادات التذاكر إضافة إلى المصروفات على وسائل المواصلات والفنادق والمطاعم فضلا عن الخدمات المساندة الأخرى للحدث الرياضي. لكن لا يتضمن الرقم الأنشطة الأخرى التي تقام في الحلبة على مدار العام.

كلفة إنشاء الحلبة

المؤكد بأن العائد الاقتصادي للمسابقة أكبر بكثير من المصروفات. فقد بلغت إنشاء الحلبة 150 مليون دولار أي أقل من 57 مليون دينار. وبحسب دراسة أعدت لصالح الحلبة، فقد ارتفعت الكلفة الإجمالية للمشروع بعد إضافة المصروفات الأخرى مثل الشوارع الفرعية إلى 185 مليون دولار (نحو 70 مليون دينار). المعروف أن الحكومة استصدرت في بداية العام 2003 سندات دولية بقيمة 500 مليون دولار تم تخصيص 150 مليون دولار لإنشاء الحلبة والباقي لمشروعات أخرى. وربما ارتفعت المصروفات بشكل أكثر لاحقا بعد تطوير الطرق السريعة المؤدية إلى الحلبة. مهما يكن من أمر، فإن الفوائد الاقتصادية لمسابقة الفورمولا 1 ضخمة قياسا بكلفة إنشاء الحلبة.

الحلبة للشركة القابضة

تبين حديثا بأن شركة حلبة البحرين الدولية ستلحق بشركة ممتلكات البحرين القابضة والتي تم تأسيسها حديثا. يذكر أن شركة ممتلكات البحرين القابضة ستدير موجودات القطاع العام في 29 شركة محلية وأجنبية تمتلك فيها الحكومة أسهماً بنسب مختلفة. وقد تم إنشاء الشركة القابضة برأس مال مصرح به يبلغ ملياري دينار المدفوع منه مليار و300 مليون دينار.

إستراليا تستضيف انطلاق الموسم

ويبدو أن أستراليا ستستضيف حدث انطلاق الموسم المقبل في 18 مارس/ آذار 2007 ومن بعدها ماليزيا ومن ثم البحرين في شهر أبريل/ نيسان، المعروف أن البحرين حظيت بشرف استضافة حدث انطلاق مسابقات الفورمولا 1 للعام 2006 الأمر الذي ساهم في تعزيز السمعة الرياضية للمملكة على الصعيد العالمي. لكن علينا أن نقبل حقيقة راسخة مفاده إستراليا عادة تستضيف مسابقة انطلاق الموسم بشكل تقليدي. أما موسم العام 2006 فكان مستثنيا نظراً إلى استضافة إستراليا ألعاب دورة »الكومونلث« في فترة بدء موسم مسابقة الفورمورلا 1. لا شك في أن استضافة انطلاق الموسم له طعم خاص كما تبين في المسابقة الأخيرة، حيث توجهت أنظار عشرات الملايين من عشاق السيارات السريعة إلى البحرين. لكن ما يهم هو أن البحرين باتت المركز الأول لسباق السيارات على مستوى الشرق الأوسط. حقيقة يمكن الجزم بأن قرار إنشاء الحلبة كان صائبا منذ اللحظة الأولى بدليل الفوائد الاقتصادية المختلفة لاستضافة الحدث الرياضي والذي يعد من بين ثلاثة أشهر المسابقات الرياضية على مستوى العالم (بعد الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم).

ختاماً: يلاحظ استمرار محدودية الاستفادة من الحلبة على مدار العام. صحيح أن الحلبة تستضيف فعاليات بين الحين والآخر لكنها الاستثناء وليست القاعدة حتى الآن. نعتقد بأن الحل يكمن في إشراك مؤسسات القطاع الخاص للمساهمة في إدارة الحلبة، لأنها تهتم بتحقيق الربحية وبالتالي تقديم أفضل ما لديها للجمهور