أقدم الجيش الإسرائيلي مجددا أمس على ارتكاب مجزرة أخرى راح ضحيتها 33 مزارعا غالبيتهم من السوريين الأكراد حينما قصفت الطائرات الإسرائيلية مزرعة في بلدة القاع الحدودية مع سورية كانوا يعملون فيها، واقتربت الغارات الإسرائيلية من العاصمة بيروت، إذ طالت أربعة جسور تعتبر الممر الآمن الوحيد الذي يربط العاصمة بطرابلس في الشمال، ما أدى إلى مقتل وجرح 23 شخصا. من جانبه، واصل حزب الله اطلاق مزيد من الصواريخ على «إسرائيل» أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة خمسة آخرين، بينما قتل ثلاثة عسكريين في المعارك.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني أن 33 شخصا على الأقل، غالبيتهم من العمال الأكراد السوريين، قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شاحنات يجري تحميلها بالفاكهة من مزرعة على الحدود اللبنانية مع سورية. وقال إن المزرعة تقع قرب قرية القاع شمال سهل البقاع الشرقي. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ على الشاحنات التي كان يجري تحميلها بالدراق «البرقوق» والخوخ. وقال علي ياغي من فريق الدفاع المدني «قتل 33 شخصا على الأقل غالبيتهم من العمال السوريين في الغارة». وأضاف «أن أشخاصا آخرين مازالوا تحت انقاض الغرفة المبردة» التي انهارت من جراء الغارة. وتقع بلدة القاع المسيحية على بعد 50 كلم شمال شرق بعلبك وتبعد كيلومترات قليلة عن الحدود مع سورية.
وكانت ست غارات إسرائيلية استهدفت أربعة جسور شمال بيروت الذي تسكنه غالبية مسيحية وتعتبر الممر الآمن الوحيد الباقي للخروج من لبنان. ويستخدم اللبنانيون الممر الشمالي للخروج من البلاد منذ قصف «إسرائيل» الطريق البري المباشر المؤدي إلى دمشق عبر سهل البقاع ونقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان. وقال وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة إن هذا الممر يستخدم أيضا كممر إنساني لكنه أغلق الآن، مشيرا إلى أن اللبنانيين سيواجهون كارثة. وقال المسئول بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أرستيد فان جنديرين شتورت: «هذه فعلاً انتكاسة كبرى لأننا كنا نستخدم هذا الطريق لنقل الأفراد والإمدادات إلى البلاد». وأضاف «إذا لم تصلنا مواد جديدة سنصاب بالشلل».
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المدخل الشمالي لبيروت وجسور «المعاملين» و«المدفون» و«كازينو لبنان» و«الفيدار» أدت إلى سقوط خمسة قتلى و11 جريحا.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن الغارات استهدفت مركزين تابعين للجيش في منطقتي الاوزاعي جنوب بيروت والمدفون شمال لبنان، ما أدى إلى مقتل عسكريين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة.
من ناحية أخرى، أغارت مقاتلات إسرائيلية أربع مرات على منطقة قرب المدخل الشمالي لمدينة بعلبك في شرق لبنان من دون أن تؤدي الغارات إلى وقوع إصابات وفق مصدر امني.
كما شن الطيران الإسرائيلي غارة على محطة لتوليد الكهرباء تغذي جنوب سهل البقاع (شرق) وقسما كبيرا من جنوب لبنان. وأوضحت الشرطة أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت «محطة إبراهيم العال» لتوليد الكهرباء في سحمر التي تقع على بعد أربعة كيلومترات جنوب بحيرة القرعون على سد نهر الليطاني.
وأفادت الشرطة اللبنانية أن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب عشرة آخرون بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة الطيبة في القطاع الأوسط من جنوب لبنان حيث تدور مواجهات بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية. وأوضحت الشرطة «أن الغارة الإسرائيلية استهدفت منزلا من طبقتين في بلدة الطيبة، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة عشرة آخرين بجروح».
من جانبها، أعلنت المقاومة الإسلامية أنها أطلقت ثماني دفعات على الأقل من الصواريخ بلغ عددها وفق الشرطة الإسرائيلية أكثر من 135 صاروخا على شمال «إسرائيل» أسفرت وفق مصادر إسرائيلية عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة خمسة آخرين. ومن ناحية أخرى، أعلنت المقاومة تدمير ثماني دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا، سبع منها في منطقة الطيبة في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.
وأكدت في بيان أن مجاهديها «خاضوا مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال في الطيبة التي تحولت إلى مقبرة لدبابات الميركافا الغازية بعد تدمير سبع منها ووقوع افراد طاقمها بين قتيل وجريح». كما تم تدمير دبابة ثامنة خلال «هجوم للمجاهدين على تجمع لآليات العدو في مثلث يارون - مارون الراس» في القطاع الأوسط. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة اثنين آخرين احدهما جروحه خطيرة في مواجهات مع حزب الله في جنوب لبنان وتحديدا قرب قرية مركبا. وبذلك يرتفع إلى 44 عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بداية الهجوم
العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ