دخلت كوبا «التقدمية» في دوامة من التكهنات والقلق منذ إعلان نبأ تخلي زعيمها الأسطوري فيدل كاسترو للمرة الأولى عن منصبه، الذي يتولاه بلا منازع منذ 48 سنة ونقله السلطة لأسباب صحية مؤقتاً إلى أخيه راؤول. ويتولى راؤول كاسترو حقيبة الدفاع، وهو مهندس القوات المسلحة الكوبية الموضوعة تحت إمرته منذ تأسيس النظام الكوبي في العام 1959، ولكن فيما يترقب العالم ظهور كاسترو مجددا أو إعلان نبأ وفاته نجد أن الخطوة التي قام بها الزعيم الكوبي، وهي نقل السلطة إلى أخيه من دون بقية القيادات الشيوعية، بمثابة تمهيد لتوريث الحكم وهو ما يتناقض وروح الثورية والتقدمية التي عرفت عنها هافانا. هذه المفارقة لم تفت على عدو كوبا وكاسترو الأول وهي الولايات المتحدة التي أدانت عملية نقل السلطة الجديدة تلك «التي تنكر حق الشعب الكوبي في انتخاب حكومته بحرية»، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك.

وقال ماكورماك بعد أيام من نقل السلطة بصورة مؤقتة من فيديل إلى أخيه راؤول إن «فرض راؤول ينكر على الشعب الكوبي حقه في انتخاب حر لحكومته».

كما استغلت «المؤسسة الكوبية الأميركية» كبرى التنظيمات الكوبية في المنفى في الولايات المتحدة الأمر ودعت إلى إطلاق انتفاضة عسكرية أو شعبية. وقال رئيس المؤسسة خورخي ماس سانتوس «توجد اليوم فرصة للرجال والنساء الشجعان الذين يريدون أن تسلك كوبا طريقا أخرى. اغتنموا هذه الفرصة».

واعتبر سانتوس أن كاسترو اختار «عند اقترابه من الموت أن يسمي ورثة يستأثرون بثروات البلاد كما لو أن كوبا وسكانها كانت ملكهم». وهو فعلاً أمر إذا صدق سيثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن حالات تحول الأنظمة التي كانت تدور في فلك الشيوعية والتقدمية إلى توريث السلطة التي تعتبرها ملك الجماهير فهل سيختم كاسترو حياته بمثل هذه السقطة الدرامية؟