العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ

رسالة لمن يهمه الأمر من الحكام

عبدالجليل خليل comments [at] alwasatnews.com

.

أيها الحكام العرب!

بعد التحية والسلام، واشك ان يكون في هذا العالم أي سلام!

وهذه رسالة يكتبها مواطن عادي يتمنى ان تصلكم وأنتم وأسركم وأطفالكم في أمن وأمان من شر الصهاينة الغزاة.

والموضوع بلا مقدمات، يبدأ من قصة عائلة شلهوب وهاشم، وربما لم تسمعوا عنهم أي شيء لانهم ليسوا من الرؤساء أو الحكام ولا من الامراء أو الاثرياء، وانما كانوا عائلتين فقيرتين عدد افرادها خمسة وستون فردا، خرجوا من بيوتهم خوفا من القصف الاسرائيلي يبحثون عن ملجأ آمن قريب، لانهم لا يملكون اجرة التاكسي الباهظة لتنقلهم إلى مدينة صوركما فعل آخرون، فاختاروا بدلا من ذلك منزلا يجري تشييده ونزلوا في الطابق السفلي معتقدين انه سيحميهم من القصف الصاروخي اذا وقع، فاكلوا عشاءهم من بعض ما تبقى عندهم من الخبز ثم خلد الاطفال والنساء للنوم وما هي الا ساعات حتى غارت عليهم الطائرات الاسرائيلية في تمام الساعة الواحدة فجراً أكثر من مرة فهدمت السقف على رؤوسهم فظلوا تحت الانقاض يبحثون عن مخرج وهم يصرخون ولا مجيب، والله وحده أعلم كيف ماتوا خنقا!

ايها الحكام العرب المحترمون، ان كنتم تذكرون مجازر العدو جيدا، فهذه ليست «صبرا وشاتيلا»، وليست «مخيم جنين» وانما «قانا» لكنها قانا الثانية 2006 يا عرب فهل سمعتم بها؟

اذا لم تسمعوا صرخات الاطفال والنساء الستة والخمسين الذين ماتوا خنقا تحت الانقاض فاسمعوا شهادات الذين نجوا من المجزرة بأعجوبة!

يقول عامل البناء محمد قاسم شلهوب «سمعت صوت الانفجار وسقطت ولم ادرك شيئا، لكن بعد ان فتحت عيني ووجدت نفسي منبطحا على الأرض سمعت بعض الصراخ، مسحت الدم من على وجهي وبحثت عن ابني فلم اجده ووجدت ثلاثة اطفال يصرخون فاخرجتهم معي وصرخت طلبا للنجدة ولكن الطائرات عاودت تقصف فسقطت من شدة التعب!!»

السيدة رحبة تقول «استطعت اخراج ابني وزوجي اللذين اصيبا وعندما عدت لانقاذ ابنتي زينب كان قد فات الاوان لأن المبنى قد انهار عليها وعلى أكثر من 50 أكثرهم أطفال».

رئيس فريق الدفاع المدني نعيم رقة الذي شارك في انتشال الجثث يقول «عندما عثرنا عليهم كانوا ملتفين حول بعضهم بعضاً في ركن الغرفة، يا لهم من مساكين لقد اعتقدوا ان الجدران ستحميهم، لقد وجدنا من بين الركام طفلا عمره تسعة أشهر مغطى بالتراب ولاتزال المصاصة معلقة في ملابسه!!»

أيها الحكام العرب... وهناك اكثر من «قانا» وقانا في أكثر من بلدة وقرية، بعضها صورها الاعلام وبعضها مازالت تحت القصف والدمار!

في بنت جبيل التي حولها العدو قاعا صفصفا وجد رجال الانقاذ الحاجة مريم عمرها 100 عام خرجت من بين الانقاض تحبو خطوة خطوة، تحدثوا اليها فلم تتكلم لانها صماء وبكماء لكن الاقدار شاءت ان تبقى حية عنوانا للصمود!

في القنطرة كان حسن صبرا يبحث عن ابنه الذي تركه في بيت جدته يلعب مع الاطفال وعندما عاد بعد توقف القصف لم يجد ابنه ولا امه ولا حتى ابناء بلدته!

ايها الحكام العرب، في لبنان الصامد، وجد رجال الانقاذ امرأة مسنة كانت محاصرة بين الانقاض ستة أيام بلا ماء ولاطعام وجسدها ينزف وأول ما قالته عندما اخرجوها «نحن مع شباب المقاومة» فاين انتم يا حكام!.

اذا لم تحرك مجزرة قانا واخواتها فيكم النخوة، والدماء البريئة لم تجف بعد، فمتى تتحركون؟

لا أحد يطلب منكم ان تحركوا جيوشكم وان كان الواجب الوطني يقتضي ذلك حين تفتك طائرات العدو بالنساء والاطفال!

ولكن أليس فيكم دول تملك النفط الذي يمكن ان يكون - ان اردتم - سلاحا فعالا، وعند بعضكم سفارات ومكاتب للعدو واتصالات ويمكن - ان اردتم - ان تسخر لوقف الحرب على الأقل!

فلماذا السكوت يا حكام... ألا تسمعون او تقرأون، اليس فيكم قلب يرق أو ضمير يتحرك!

فماذا تنتظرون وكل شعوب العالم خرجت في الشوارع ليل نهار وبكل اللغات تحتج وتستنكر فممن تخافون او تخشون، اليس الله أحق أن تخشوه؟

اتدرون لماذا غدا السيدحسن نصرالله رمزا وبطلا في طول العالم العربي وعرضه كما قالت «الاندبندنت» البريطانية؟

اتدرون لماذا اصبح السيد حسن نصرالله رجل اللحظة كما تقول صحيفة «التايمز» البريطانية؟

لانه ببساطة صادق، وعد ووفى، حرر الأرض في العام 2000 وانتزع بعض الاسرى في العام 2004 وها هو كما وعد يتحدى الكون كله ان يخلصوا الجنديين الا عبر التفاوض والتبادل!

وهو أمين على القضية، لم يتاجر بها ولم يساوم عليها وقدم ابنه وفلذة كبده قرباناً لها وهو شجاع لا تخيفه الطائرات ولا المدافع، ومحنك يدير المعركة بعقل بارد، وواثق بالنصر يراه رأي عين وهذا هو القائد وربي الذي تنتظره الشعوب

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل خليل"

العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً