العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ

بين «القاهرة» و«الإسكندرية» 1

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يقال: ان المعز لدين الله الفاطمي (932 - 975)، أول الخلفاء الفاطميين في مصر، اتخذها عاصمة له ومركزاً للخلافة الفاطمية. ويقال: أصل تسميتها بالقاهرة لقهرها الأعداء.

تقع قلعة محمد علي باشا وسط القاهرة في مكان مرتفع يكشف القاهرة وطرق الأقاليم على مد البصر. إضافة إلى شواهد حضارة ناهز عمرها آلاف السنين... فالفراعنة أول من أسس الدولة المركزية في العالم! والمصريون هم من علموا العالم كيف يجلس على كرسي! إذ يعود لهم الفضل في ابتكار وصناعة الكراسي.

تصحو القاهرة على ضجيج الكادحين الباحثين عن الرزق والعيش الكريم... وتنام على نغمات عشاق الليالي الحمراء الباذخة! أولئك وهؤلاء تسيطر على تعاملاتهم الأخلاق المادية؛ إلا أنها على رغم شيوعها، لم تتمكن من السطو كلياً على طيبة المصريين وبساطتهم. يغالب المصريون القهر الاجتماعي والذل المعيشي، والاضطهاد السياسي؛ بشيء من النكات، أو التغني بالأساطير السالفة... شعب يصنع الأسطورة من لا شيء! ما هو شأنه إذا كان هناك أكثر من شيء يحفز مخيلته لصناعة الأساطير؟!

«ضجيج القاهرة» لا ينقطع إلا برهة في أول النهار. فمن يفضل السهر فهناك السهرات، ومن يفضل دور العلم والثقافة والسينما له نصيب من ذلك، ومن يفضل المناطق الشعبية يجد ضالته في حي الحسين والمناطق المماثلة، ومن يعشق حياة الارستقراطيين وأكابر القوم يجدها في فنادق الفورسيزون والكراند حياة. والأخير كنت من مريديه بسبب إقامة زميلي الارستقراطي هناك. وهو فندق ضخم يطل على النيل، وما أدراك ما النيل؟! إنه هبة الله لمصر. كل شيء من النيل وإلى النيل يعود، نهر عظيم يعيش عليه أهل مصر. وعلى رغم الأوضاع السيئة وغير الصحية لماء النهر؛ فإن البشر محروسون من الله... وهنا تكمن سر تسمية مصر بالمحروسة، أي المحروسة من الله من كل مكروه وشر!

المواصلات، في القاهرة، أسوأ ما فيها، لا اشتراطات سلامة ولا هم يحزنون، وعابر الطريق تتخطفه يد المنون. أما سيارات الأجرة (التكوسة باللهجة المصرية الدارجة) فإن المأساة معهم عظيمة! فالمشوار الذي كلفته 5 جنيهات يصل إلى 20 جنيهاً أو أكثر إذا علموا أنك من السياح «الخلايجه»! على عكس «تكوسة» الاسكندرية فانني لا أسأل سائق التاكسي عن التعريفة أبداً! وبدوره (السائق السكندراني) يفرح بما قسمه الله له. أما في القاهرة فانني أنصح باستئجار سيارة للتنقل، أو أية وسيلة أخرى ولو - أجلكم الله - حمار بدلاً من «التكوسه»!

القاهرة، ليلها مزدحم كنهارها، والفارق الأساسي بينهما هو أن النهار للكادحين والليل للحالمين... وإذا كنت أحد الحالمين فلا تفوت فرصة المشي ذهاباً وأياباً على «الكباري»، ولا تنس الوقوف على كوبري 6 أكتوبر (أو كوبري عباس في الأصل)، لكي تأخذ نفساً جامداً يقذف بك بعيداً في عرض النيل، ولا تلتفت إلى أحد، فالجميع مشغول بكل جوارحه ومشاعره بإهداء وردة أو طوق ياسمين للواقف أمامه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً