دبلوماسيتان تستطيعان إيقاف الحرب الدائرة في لبنان، حتى يبقى من لبنان ما يستطيع به اللبنانيون أن يعودوا للحياة، والوطن، هذا ان بقي وطن...!
الدبلوماسية الأولى «سعودية»، وهي تتحرك كل يوم من عاصمة إلى أخرى، تعاب بالبرود، لكنها قادرة على أن تفعل الكثير إن أرادت ذلك. أما الدبلوماسية الثانية فهي دبلوماسية إيرانية، وتبدو حالها اليوم - صعبة - لا تجيد أكثر من دعوات رئيسها أن تأخذ «إسرائيل» حقائبها وترحل...!.
وفي الوقت الذي يصمد فيه حزب الله بشجاعة تاريخية حتى الآن لم تحمل زيارة متقي (وزير الخارجية الإيراني) لبيروت أي شيء يذكر، سوى أنه اعترض على بندين من وثيقة النقاط السبع، التي وافقت التكتلات الشيعية (حزب الله وحركة أمل) عليها، وعارضتها سورية حين أعلنت - صراحة - تحفظها على نشر القوة الدولية جنوب لبنان على لسان وزير خارجيتها المعلم.
الحل هو أن التوافق - الصعب - بين جميع القوى اللبنانية قوض. فلا هو طرح على اللبنانيين ورقة حل لهذه الحرب المدمرة، ولا قبل بورقة الحل المتوافق عليها لبنانياً.
الولايات المتحدة وفرنسا والقوى العربية الكبرى لن تدعم ورقة النقاط السبع للسنيورة إن هي رضخت للرؤية الإيرانية - المجهولة حتى الآن - بعد موافقة حزب الله على الوثيقة، بالإضافة إلى دعم الرئيس بري لها، وعليه على لبنان ببساطة أن ينتحر سياسياً وفق هذه المعادلات الصعبة.
حزب الله صامد في الجنوب، ويبلي بلاء حسناً، ولا يمكن تعطيل دبلوماسيته في بيروت في هذه الحال، إن أية تسوية ستتم تحت طاولة بيروت من دون موافقة حزب الله ستكون أشبه بالكارثة، إذ ستكون هذه الخطوة الطريق إلى ما بعد الانتحار السياسي، وتأتي تباشير حرب أهلية ستكون هذه المرة معادلاتها مختلفة.
إلى ما قبل الزيارة كان الداخل اللبناني متماسكاً، وكانت الأجواء بين حزب الله والحكومة مشجعة، أما اليوم فلا ندري إلى أين ستتجه الضغوط المجهولة حتى الآن، وهل ستقوم بدبلوماسية عاجلة لإنهاء هذا الوضع المتأزم في ضوء ورقة «روما»، والمتفق عليها لبنانيا بإجماع.
هل ستدعم إيران ورقة الطائف الجديدة، أم أن لبنان يقترب من مهرجان للذبح الجماعي تشارك فيه كل الدول من دون استثناء
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ