لا يخفي قطاع واسع من الأردنيين إعجابه بزعيم حزب الله السيدحسن نصرالله الذي يخوض حزبه حربا مع «إسرائيل» منذ الثاني عشر من الشهر الماضي. فقبل هذا التاريخ، لم يكن اسم حسن نصرالله يشهد الشعبية ذاتها بين غالبية الأردنيين، ولكن بعده تغير كل شيء وأصبح اسم الزعيم اللبناني يتردد على كل لسان، لا بل أن صوره وأعلام حزبه الصفراء، أصبحت تتصدر المسيرات والاعتصامات والمهرجانات في بلد يمنع القانون فيه رفع أي علم خلال التجمعات العامة، إلا العلم الأردني، كما أن المتظاهرين يهتفون باسمه كبطل عربي جديد، وينظرون إليه على أنه المنقذ.
ويفسر أردنيون تحدثت إليهم «يونايتد برس إنترناشونال» سبب إعجابهم بنصرالله بأنه الزعيم العربي الوحيد الذي أوجع «إسرائيل» ووجه إليها ضربات عنيفة وكبدها خسائر كبيرة في مدنها التي كانت لسنوات طويلة آمنة من أي تهديد عسكري مباشر.
يقول وليد حجازي (33 عاما) إنه كعربي «معجب جدا بحسن نصرالله وبمقاتليه... إنهم يحاربون (إسرائيل) حربا حقيقية عجزت عنها جيوش الدول العربية مجتمعة»، وتساءل «كيف لا أعجب بحسن نصرالله وهو الذي جعل عددا كبيرا من الإسرائيليين يبيتون في الملاجئ. وكيف لا أعجب برجل مثله وهو الذي وصل بصواريخه إلى عمق (إسرائيل) ودك مدنها الآمنة».
ويتابع «حسن نصرالله يفعل ما يقول ولا يطلق التهديدات فقط».
وتقول لينا حسن (26 عاما): «قبل الحرب الحالية لم أسمع سابقا باسم حسن نصرالله... ولكن بعدما فعله بـ «إسرائيل» وبعد هذه المقاومة العنيفة التي قادها في لبنان مع مجموعة من المقاتلين أصبحت أتابع خطاباته... إنه زعيم مختلف عن كل الزعماء وأنا معجبة به جدا وأدعو الله أن ينصره لأنه يحارب (إسرائيل)». كل ما يتعلق بحسن نصر الله وبحزبه أصبح محور الأحاديث في جلسات الأردنيين الذين يتسمرون يوميا أمام شاشات التلفاز لمتابعة مجريات الهجمات الإسرائيلية على لبنان والمستمرة حتى الآن.
وفي أحد المقاهي في العاصمة الأردنية (عمّان) جلست مجموعة من الشباب يتحدثون عن الصواريخ التي يطلقها حزب الله على «إسرائيل» وأخذوا يتكهنون بالهدف القادم لهذه الصواريخ ويتمنون أن يكون مدينة تل أبيب، بعدما سبق واستهدفت مناطق عدة في الدولة العبرية مثل عكا وحيفا وصفد ونهاريا والعفولة وبيسان. ويقول أحمد (25 عاما) «أعتقد أن السيدنصرالله سيوجه الصواريخ إلى تل أبيب قريبا ليلقنها درسا»، مضيفا «على رغم أن الجميع يكره الحرب فإن هذه الحرب مختلفة، فهذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها العرب ويضربون... ففي جميع الحروب العربية السابقة كانت جيوش الدول العربية تتلقى الضربات فقط وتهزم سريعا».
وقال: «في العام 1967 دمرت (إسرائيل) قدرات الجيوش العربية قبل أن تبدأ الحرب واحتلت أراضي ثلاث دول عربية في ستة أيام... ولكن الآن الوضع مختلف مع حزب الله... إنهم مجموعة مقاتلين يتسلحون بالصواريخ والآر بي جي، ومع ذلك يتصدون وببسالة، لجيش يمتلك أحدث الأسلحة وتزوده أميركا بكل ما يحتاج إليه... ومع ذلك نرى خسائر (إسرائيل) العسكرية والمدنية».
والعمامة السوداء التي يرتديها نصرالله هي أيضا موضع اهتمام هنا، فالبعض يطرح تساؤلات بشأن سبب إرتدائه للعمة السوداء، قليلون يعلمون أن هذه العمامة يرتديها رجال الدين في الطائفة الشيعية والذين ينحدرون من نسل النبي محمد(ص)، وفقا للمذهب الاثني عشري. وعلى رغم أن الشارع الأردني ينتمي في غالبيته إلى المذهب السني، فإنه ينظر إلى نصر الله على أنه بطل عربي مسلم، إذ يقول توفيق (55 عاما) إن «السيدنصرالله زعيم عربي مسلم مخلص لأمته... وأنا أستغرب من الذين يطرحون طروحات طائفية في مثل هذا الوقت الذي تحقق فيه الأمة أروع انتصاراتها... عندما أيدنا السيدنصرالله لم ننظر له على أنه زعيم شيعي بل نظرنا إليه على أنه زعيم مسلم وعربي وصادق في أقواله وأفعاله».
يو بي آي
العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ