قتل حزب الله اللبناني أمس أربعة جنود إسرائيليين في معارك جنوب لبنان وثمانية مستوطنين في قصف شمال «إسرائيل» وأكد أنه لن يقبل بوقف إطلاق النار في ظل وجود «جندي إسرائيلي واحد على الأرض اللبنانية».

فقد واصلت المقاومة الإسلامية الجناح العسكري للحزب قصف شمال «إسرائيل» إذ أطلقت 100 صاروخ على 20 مستوطنة فأسقطت 8 قتلى و12 جريحاً، كما كبدت الجيش الإسرائيلي الذي يسعى إلى التوغل في الأراضي اللبنانية 4 قتلى و12 جريحاً وتم تدمير 4 دبابات وجرافتين، بينما أعلنت «إسرائيل» أن عدد جنودها في ساحة القتال بلغ عشرة آلاف جندي.

من جانبه، قال مسئول الإعلام في الحزب حسين رحال: «نحن مع وقف العدوان بالمعنى الأوسع من وقف إطلاق النار. العدوان يعني دخول قوات العدو إلى أرضنا. أي وقف إطلاق نار لا يتضمن هذا الأمر لا يعنينا».

وأضاف «نحن لا نقر بوجود ولو جندي إسرائيلي واحد على الأرض اللبنانية. ولا تستطيع الحكومة ولا غير الحكومة أن تقول لنا: لا تطلقوا النار على جندي أو على دبابة تحتل أرضنا». وأكد أن مقاتلي الحزب يسيطرون على جنوب لبنان وعزا تقدم القوات الإسرائيلية في بعض المحاور إلى اتباع تكتيك «حرب العصابات».

إلى ذلك، هددت «إسرائيل» بتوسيع قصفها لضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، وأنذرت أهالي أحياء كانت بمنأى نسبياً عن القصف الكثيف حتى الآن بضرورة إخلائها فوراً وذلك في «مناشير» ألقاها الطيران الإسرائيلي.

سياسياً، أفادت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة وفرنسا واصلتا محادثاتهما بشأن صيغة قرار لمجلس الأمن يتصل بلبنان، لافتة إلى أن هذه المحادثات قد تمتد إلى ما بعد نهاية الأسبوع الجاري.

وقال السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير للصحافيين إن الأربعاء الماضي انتهى بأجواء «أقل تفاؤلاً» من المناخ الذي ساد خلال النهار، وخصوصاً أن دبلوماسيين عدة تحدثوا عن تقدم وأعربوا عن أملهم في بلوغ حل قريباً. وأضاف «آمل أن يكون (الخميس) يوماً ايجابياً»، موضحاً أنه سيكرسه لمحادثات ثنائية مع نظيره الأميركي جون بولتون.

ووزعت فرنسا مشروع قرار جديداً بشأن الأزمة لمناقشته في جلسة كان مقرراً عقدها في المجلس أمس، بحسب دبلوماسيين. جاء ذلك في وقت طالبت فيه القمة الإسلامية التي عقدت في ماليزيا بوقف فوري لإطلاق النار وأبدت استعداد الدول الأعضاء للمشاركة بقوات لحفظ السلام