على رغم أن خطة المصالحة الوطنية التي طرحتها حكومة المالكي مازالت في طور الحوار بين القوى السياسية العراقية، فإنها بدأت تعطي بعض الثمار، أهمها مبادرة وزارة الدفاع برعاية لقاءات موسعة بين شيوخ عشائر وأعيان ومثقفي بعض المناطق في بغداد، وخصوصاً التي تشهد توترات طائفية أو أمنية. هذه المبادرة (وهي جزء من مبادرة المالكي) ساهمت كثيراً في «تنفيس» الاحتقان بين هذه المناطق من جهة وتضييق الخناق على العناصر المسلحة والمسيئة لإعادة الهدوء لهذه المناطق.
إن ما يمكن تسميته بـ «ميثاق الشرف» الذي وقع بين أهالي منطقتي الأعظمية والصدر وبين منطقتي الفضل وأبوسيفين أخيراً، الذي أسفر عن فترة هدوء شبه تام في هذه المناطق، أكد أن خطة المصالحة تسير على الطريق الصحيح، وان مقومات النجاح موجودة طالما توافرت حسن النية والهدف المشترك لبناء عراق واحد آمن يعيش تحت سقفه كل العراقيين، كما يمكن تطبيق ما حدث في المناطق المذكورة على مناطق ومحافظات عراقية أخرى تشهد الظروف نفسها.
هذه المبادرة والنجاح الذي حققته أكد ضرورة تفعيل دور شيوخ العشائر وأعيان ومثقفي العراق لتحقيق المصالحة وعدم حصر كل شيء بيد الحكومة والأحزاب، والاهم أن المواطن العراقي بدأ يلمس ثمار هذه الجهود على أرض الواقع، كما حدث في مناطق الفضل وأبوسيفين والاعظمية والصدر والشعب وغيرها... وأول الغيث قطر ثم ينهمر
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ