العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ

ما فائدة البقاء في الأمم المتحدة؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

الحرب اللعينة التي تستعر رحاها الآن في لبنان والتي تقضي فيها آلة الدمار الإسرائيلية على الأخضر واليابس وعلى الشيب والشباب والعرض والضرع أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن الهوة مازالت كبيرة والبون شاسع بين عالمنا الإسلامي والغرب على رغم معايشتنا للأخير لأكثر من 60 عاما وهي عمر الأمم المتحدة. فبعض الدول الغربية ذات النفوذ السياسي أصبحت لا تكترث كثيرا لقضايانا الملحة بل لا تحرك ساكناً حينما ترى دماءنا تنزف في كل مكان، فكل ما يهمها هو تنفيذ مخططاتها في منطقتنا حتى ولو كانت تلك المخططات منافية للواقع وغير إنسانية. لأول مرة في العصر الحديث تختلف الدول الغربية على ما إذا كان قانون الغابة الذي تنفذه «إسرائيل» في لبنان يجب وقفه أم لا؟

لم تتفق الدول الأوروبية الأسبوع الجاري على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان مثلما اختلفت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع رؤى أقطاب إدارتها الأميركية بشأن هذا الأمر الذي فيه مصلحة للشعوب للعربية والإسلامية التي فقدت الأمل وانخرطت في تظاهرات هادرة. ولكن في المقابل كان مجلس الأمن الذي تهيمن عليه الدول الغربية في عجلة من أمره ومتماسك حينما تبنى بغالبية القرار رقم 1696 ضد إيران إذ دعاها إلى التخلي عن أنشطتها التكنولوجية النووية السلمية بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري وإلا ستواجه عقوبات. ووجدت الدول الصديقة لإيران مثل روسيا والصين نفسها مضطرة تحت الضغط الغربي لتمرير القرار على رغم أنه لا يصب في مصلحتها.وللتمادي أكثر في جعل الأمم المتحدة مطية للأمم الغربية، وفي هذا الجو الذي يبحث فيه بعض أصدقاء المنطقة عن قوات دولية تتوسط طرفي النزاع في جنوب لبنان، حرك الصهيوني الحقود، المندوب الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون ملف دارفور، وطلب من الأمين العام للمنظمة كوفي عنان أن يقترح إرسال قوة قوامها 24 ألف جندي حالاً إلى الإقليم السوداني على رغم معارضة حكومة الخرطوم. اتصل عنان بالرئيس السوداني عمر البشير ليخبره بأن القوات الدولية جاهزة للوصول إلى دارفور. فرد الأخير متعجبا على عنان أن لبنان أولى بهذه القوات من دارفور. هكذا تتعامل هذه المنظمة مع شئوننا المصيرية منذ أن تأسست العام 1945، لم تقدم لنا شيئاً ذا قيمة سياسية. يسأل الفرد المسلم اليوم لماذا البقاء في عضوية الأمم المتحدة التي أصبح يهيمن على مجلس أمنها متطرفون أمثال بولتون؟ من الأجدر ألا نضيع الوقت في ملازمة منظمة لا توفر لدولنا العدل والمساواة ولا يستطيع فرد منا أن يشغل منصب أمينها العام. علينا أن نفعّل مؤسساتنا الإقليمية الخاصة بنا وننسحب بكرامة، وقديما قالوا: «الباب البيأتي بالريح سكروا واستريح»

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً