العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ

مجال البحث عن حلول للفرقة بين المسلمين والغرب

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

مع احتدام الحرب في الشرق الاوسط، لم يعد من المستغرب أن تتولد نوايا سيئة بين المسلمين والغربيين. جسر تلك الهوة يتطلب تفهماً لمجالها وأسبابها. دراسة جديدة قام بها مشروع بيو العالمي لدراسة المواقف ووجهات النظر تساهم في تحقيق هذا التفهم.

الاستطلاع الذي أجري في أوساط 14,000 شخص في 13 دولة في الفترة بين 31 مارس/ آذار و14 مايو/ أيار يمكن مراجعته على الموقع http://pewglobal.org. المشاركون الرئيسيون في مشروع بيو بحثوا النتائج التي توصلوا إليها في حفل فطور رعته المونيتور أخيراً.

«هناك هوة واسعة بين الشعوب»، يقول رئيس مركز بيو للبحوث ومدير مشروع بيو العالمي لدراسة المواقف ووجهات النظر أندرو كوهوت: «المسلمون والغربيون مقتنعون عموماً بأن العلاقات بينهم ليست جيدة هذه الأيام. الغربيون يرون المسلمين على أنهم متطرفون وعنيفون لا تسامح عندهم. المسلمون يرون الغربيين على أنهم أنانيون عديمو الأخلاق يغلب عليهم الطمع... أحد أكثر النتائج صدمة هنا هي أن معظم المسلمين يبقون غير مقتنعين بأن العرب قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول».

يتوجب على القادة الدينيين القيام بدور أكثر نشاطاً في جسر الهوة، حسب السناتور السابق من ولاية ميسوري، دون دانفورث. دانفورث، وهو خريج جامعة ديفينيتي الدينية ورجل دين تم ترسيمه كاهناً، عمل كندوب خاص للرئيس بوش في السودان وسفير للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

«اعتقد أنه من الأهمية بمكان ومن الأمور البناءة عقد أكثر من مجرد جلسة أو اجتماع وإنما حوار دائم مستمر عبر الأديان»، يقول دانفورث: «كما أعتقد أن من الأمور المثيرة للاهتمام بدء هذا الحوار على مبدأ حصانة غير المحاربين... وهو مفهوم مركزي في مجال الحرب العادلة».

ويستمر دانفورث: «قادة الإسلام لم يبادروا بشكل كاف في التعبير عن آراء حاسمة بشأن قضايا تتعلّق بالإرهاب ... (القادة الدينيون الغربيون) لم يكونوا أقوياء بأي شكل من الأشكال بشأن تعلق دينهم بالعالم خارج محيطهم... نحن نركز بشكل قوي على مركزنا وعلى معارك جانبية عن من يجب أن يكون مطران هنا أو هناك، وهو أمر لا يهم أحداً ... لم نركز بما فيه الكفاية على علاقة الدين ببقية العالم. ما ترونه هنا في الاستطلاع هو أن الدين نفسه هو المشكلة. وإذا كان الدين هو المشكلة، يتوجب على الدين إذاً أن يخاطب المشكلة ويتعامل معها».

بالنسبة إلى السياسة الحكومية، قالت وزيرة الخارجية السابقة نائبة رئيس مشروع بيو مادلين أولبرايت أنه يتوجب على الحكومة الأميركية أن تكون أكثر نشاطاً في شرح موقفها.

«لم نشارك بشكل كامل أو بشكل كاف في ما اعتبره معركة الأفكار»، تقول أولبرايت: «لم نفسر أنفسنا بشكل كاف. نحن لا نتكلم بشكل كاف عمن نحن وما نؤمن به، ونحن بالتالي في موقف يتم فيه تصنيفنا... علينا أن ننخرط بشكل أفضل في معركة الأفكار وهذه هي الناحية السياسية للموضوع. إذا كان سيحصل تغيير في العالم المسلم أو داخل الدين الإسلامي فيجب أن يأتي ذلك من الداخل. أحد أفضل السبل لتنفيذ ذلك هو المسلمون الأوروبيون».

لماذا التركيز على الحوار مع المسلمين الأوروبيين؟ لأن استطلاع بيو الجديد يذكر أنه «في الوقت الذي يحتمل أن ترى الأقليات المسلمة الأوروبية، مثل المسلمين كافة في الأماكن الأخرى، ان العلاقات بين الغربيين والمسلمين سيئة عموماً فإنها أحياناً كثيرة تضفي صفات إيجابية على الغربيين، بما في ذلك التسامح والكرم واحترام المرأة. من المحتمل أن يؤمن المسلمون الأوروبيون كذلك ، أكثر من غير المسلمين في أوروبا، أن هناك نزاعاً بين الحداثة وبين أن تكون مسلماً متديناً».

حرب العراق كان لها أثر بارز في معاداة الأميركيين في العالم المسلم، بحسب قول مدير الاستطلاع كوهوت «العداء للأميركيين في العالم المسلم قبل العراق كان مركزاً بالدرجة الأولى على الشرق الأوسط ووسط آسيا. بعد العراق انتقلت اندونيسيا من 55 أو 60 في المئة من الموقف المناسب للولايات المتحدة إلى 15 في المئة، والمسلمون في نيجيريا انتقلوا إلى رقم منخفض جداً من رقم مرتفع بشكل منطقي معقول». وقد توصل الاستطلاع إلى نتيجة أنه في أوساط سكان نيجيريا يشعر 46 في المئة أنه يمكن تبرير التفجيرات الانتحارية أحياناً كثيرة دفاعاً عن الإسلام.

في مجال البحث عن حلول للفرقة بين المسلمين والغرب، ترأس السناتور دانفورث التركيز على «ماذا يمكن تغييره في هذا الاستطلاع؟ أين تكمن الاحتمالات؟ يبدو لي أن الإمكانات تكمن في التركيز على ذلك الجزء من الاستطلاع الذي يمكن تحسينه، وهو منظور أننا عنيفون وطماعون وجميع الأمور السلبية التي تقال عن الغربيين. هناك أمور جيدة كثيرة تقال عن الحوار عبر الثقافات والديانات».

ديفيد كوك

صحافي اميركي، والمقال ينشر بالتعاون مع خدمة «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً