كثفت «إسرائيل» أمس عملياتها العسكرية خشية نفاد الوقت المتاح لها للتخلص من «تهديد» حزب الله على حدودها الشمالية، لاسيما أن واشنطن، حليفتها الرئيسية، باتت تشدد للمرة الأولى على ضرورة وضح حد سريع للهجوم.
ويقلق عامل الوقت الضاغط المسئولين الإسرائيليين الذين يبدون مقتنعين بأنه لن يكون في إمكانهم تجاوز قرار محتمل بوقف إطلاق النار يصدر عن مجلس الأمن الدولي.
على الأرض، سقط 160 صاروخا أطلقت من جنوب لبنان صباح أمس على بلدات عدة في شمال «إسرائيل»، وهو العدد الأكبر من الصواريخ التي تطلق من لبنان منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 12 يوليو/ تموز. وتسببت بمقتل شخص وإصابة 19 آخرين بجروح، إصابة اثنين منهما خطرة. كما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن صواريخ سقطت أمس قرب بيسان (غور الأردن) التي تبعد أكثر من ستين كلم عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية وهي المسافة الأكثر بعدا التي تصل إليها الصواريخ حتى الآن.
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس صورة عن ورقة كتب عليها على عجل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، متوجها إلى رئيس الأركان دان حالوتس وفيها «هل نملك وقتا على الأقل حتى الاثنين، موعد انعقاد مجلس الأمن؟».
وقال مسئول حكومي كبير من جهته إن «نجاح هذه الحرب بالنسبة إلى (إسرائيل)، يقاس بساعات القتال، لا في الكيلومترات التي تسجل فيها عمليات توغل عسكرية داخل الأراضي اللبنانية». وأضاف المسئول رافضا الكشف عن اسمه «علينا أن نسجل أكبر عدد من النقاط الممكنة ضد حزب الله بحلول الاثنين».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمور: «نتوقع أن يصدر قرار عن مجلس الأمن وسنلتزم به بالتأكيد، وسنتحرك استنادا إلى هذا القرار».
وكانت الحكومة الأمنية المصغرة أعطت مساء أمس الأول الضوء الأخضر لتوسيع العمليات البرية في لبنان. وأفاد مصدر عسكري أمس أن نحو سبعة آلاف جندي إسرائيلي يشاركون في المعارك في جنوب لبنان إذ يسعى الجيش إلى شل قدرات حزب الله والقضاء على مخابئ سلاحه وتحصيناته. وللمرة الأولى، يظهر خلاف بشأن بدء العد العكسي لوقف الأعمال الحربية بين «إسرائيل» والولايات المتحدة.
وقال مستشار الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي ستيفن هادلي «إنها مسألة أسابيع، وربما أقل».
إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تحدثت عن مهلة «بضعة أيام». وقالت: «إننا نتحدث عن أيام لا عن أسابيع قبل إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مضيفة «آن الأوان للانتهاء من العنف». وبالتالي، قد تبدي «إسرائيل» «مرونة أكثر» في موضوع نشر قوة متعددة الجنسيات قرب حدودها مع لبنان قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال وزير إسرائيلي رفض الكشف عن هويته «انه موقف أولي في إطار مفاوضات محتملة». وأشار الوزير إلى أن «إسرائيل» قد توافق في مرحلة أولى أيضاً على إرساء وقف إطلاق نار، وتشدد في المقابل على منح القوة المتعددة الجنسية صلاحيات للتأكد من أنها ستمنع حزب الله من مهاجمة شمال «إسرائيل» وأنها ستنتشر أيضا على الحدود بين لبنان وسورية من اجل منع تزويد حزب الله بالسلاح.
وعلق المحلل العسكري اليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت احرونوت» «من الصعب تصديق ذلك»، مضيفا «إلا أن نهاية الحرب بدأت تظهر». وتابع انه في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار «سيكون ذلك تجميدا لوضع غير مستقر، مع احتمال حصول انفجار في أي وقت».
وتقول الصحف الإسرائيلية إن الجيش وضع خططا كثيرة من أجل «اليوم الذي يلي» انتهاء الأعمال الحربية، وبينها الاحتفاظ بوجود عسكري على الأرض في مناطق يسيطر عليها حالياً في جنوب لبنان، أو إخلاء هذه المناطق مع منع حزب الله من «تهديد» شمال «إسرائيل»، بواسطة الغارات الجوية.
أ ف ب
العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ