رفض رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اعتذار «إسرائيل» بعد مجزرة قانا كما دحض اتهاماتها بأن حزب الله كان يستعمل هذه القرية كقاعدة لإطلاق الصواريخ عليها.
ورداً على سؤال لشبكة «اي بي سي» لمعرفة ما إذا كان يقبل اعتذار «إسرائيل» وإيضاحاتها، أجاب السنيورة «لا». وقال إن الإسرائيليين ارتكبوا «جريمة مماثلة» في قانا قبل 10 سنوات. وأضاف أن الإسرائيليين «يكررون هذه الجريمة. لا يوجد عذر لقبوله».
ونفى السنيورة أن يكون حزب الله أطلق صواريخ على «إسرائيل» من قانا وأوضح «مع التكنولوجيا الحالية يمكن أن نصنع أي شيء» معتبراً أن شريط الفيديو مركب. وأكد أن قصف قانا هو «جريمة ضد الإنسانية».
وقال أيضاً «يجب القيام بشيء ما سريعاً لوقف هذه المجزرة ووقف هذا الانتهاك الذي يرتكبه الإسرائيليون» مشدداً على «وقف فوري لإطلاق النار»، وأعتبر انه يجب على الإدارة الأميركية أن تمارس المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية. وقال «لا أعتقد أن ما تم القيام به حتى الآن كاف».
كما طلب وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري بوقف فوري لإطلاق النار وبفتح تحقيق دولي بشأن مجزرة قانا. وخلال اجتماع علني في مجلس الأمن بشأن لبنان تحول إلى مناظرة مع سفير «إسرائيل» دان غيلرمان «أنا هنا لأطلب تحقيقاً دولياً بشأن جريمة قانا».
وأضاف «لا يمكن تبرير أي عقاب جماعي»، مضيفاً أن «مجزرة قانا هي جريمة ضد المدنيين أياً كانت ذرائعها».
ورد غيرلمان «أنا موافق معكم، لكن العنف قائم لأنكم (لبنان) سمحتم له بالانغراس في أرضكم» في إشارة إلى حزب الله الذي وصفه بأنه «من أسوأ أنواع الإرهاب».
وأعتبر أن «الوقت حان كي يأخذ لبنان مصيره بيديه وان يتخلص الجيش اللبناني من هذا الوحش الذي يتسبب بهذه الفظاعات وهذا التدمير بدل أن يأتي ويبكي أمام مجلس الأمن».
ومن ناحيته، دعا الوزير اللبناني إلى «وقف شامل وفوري لإطلاق النار» وإلى «إعلان اتفاق» بشأن نقاط عدة:
- إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق وعودة النازحين إلى قراهم.
- تعهد مجلس الأمن بوضع مزارع شبعا تحت رعاية دولية حتى توقيع اتفاق بشأن ترسيم الحدود والسيادة اللبنانية.
- تقديم «إسرائيل» للأمم المتحدة خرائط الألغام في جنوب لبنان.
- ممارسة السلطة اللبنانية سلطتها على جميع أراضيها بدعم من قواتها المسلحة الشرعية ومن دون أية سلطة أخرى أو سلاح أخر.
- تعزيز قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالكثير والسلاح والتجهيز والمهمة كي تتمكن من ضمان الاستقرار والسلام والقيام بمهمات إنسانية.
وبعد الاجتماع، عقد أعضاء مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً أعقبه اجتماع غير رسمي بين سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية، وقال سفير الولايات المتحدة جون بولتون اثر الاجتماع «مازلنا نعمل على صيغة قرار» يصدر عن مجلس الأمن
العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ