العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ

الفتاوى المثبطة... واحتكار الشرف!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

طالب العلامة الشيخ سلمان العودة بتوحد الصف أمام «إسرائيل» العدو الإنساني المشترك الذي يدمر كل مقومات الحياة. وأضاف العودة مؤكداً أن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر. وأضاف «إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمون الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين»، كما صرح الشيخ محسن العواجي بشيء قريب من ذلك، في حين دعا أيمن الظواهري إلى تشكيل جبهة عالمية لمواجهة الظلم تضم جميع المستضعفين، كذلك قال الناشط السياسي في الأردن ليث شبيلات إننا «نتشرف أن نكون حذاء لبنانياً»! العالم العربي والإسلامي يغلي ويستصرخ الأنظمة البليدة التي ماتت لديها معاني الشرف والمروءة والنخوة...

بغض النظر عن خلافاتنا المذهبية، فإن الحق أحق أن يتبع. وقوفنا ودعمنا للمقاومة وحركات التحرر الوطني من «كابول» إلى «الجنوب اللبناني» مروراً بـ «بغداد» إلى «فلسطين»، هو موقف مبدئي تحرري تنادي به مختلف الشرائع السماوية والوضعية، ولا دخل له في ملة القوم هنا أو مذهب القوم هناك.

مقاومة الاحتلال الأميركي وممارسات العصابات الصهيونية، لا يحتاج إلى فتوى «شيخ» أم «متمشيخ» أو «قرار حزبي» أو «مرسوم جماهيري»، إنها عملية ذاتية يتوافق المرء فيها مع ذاته أكثر من البيئة المحيطة.

العلامة الفارقة والمتجددة في كل منعطف تاريخي، مذ مجيء العصابات الصهيونية واحتلالها لأرض فلسطين، هو أن هناك أناسا في هذه الأمة يثبطون عزائم المقاومين والمجاهدين. وفي كل مرة يلوون النصوص في محاولة تفريق وتغييب الأمة عن واقعها والدعوة إلى الركون، تارة باسم الواقعية (التيار الليبرالي)، وتارة بالقول إن هؤلاء مبتدعة وأولئك فسقة (جزء بسيط من التيار الإسلامي).

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يحتكر البعض الشرف ويحصره عن الآخرين؟! وكأن الآخرين ليس لديهم شرف ولا غيره، ولا بهم دم يفور على اغتصاب أرضهم والتنكيل بهم؟!

وما المقصود بالراية؟! رحم الله الشهيد عبدالله عزام حينما كان يتصدى بنفسه للفتاوى المثبطة لعزائم الرجال ابان الاحتلال السوفياتي لافغانستان. فقد كان رجل في أمة.

ابان العمليات الاستشهادية التي قامت بها «حماس»، هب أصحاب الفتاوى المثبطة بالتقول على «حماس»، وإن ما تقوم به ليس جهاداً وإنما هو قتال وعملياتها انتحارية وليست استشهادية! ومازلت اذكر بالنص ما كانوا يقولونه عن «أسامة بن لادن» وعن عناصر الخلية المزعومة في البحرين، كما أنني مازلت احتفظ بالنصوص التي كانوا يرصونها ويشحنونها إلى أولياء الأمور حاملة فتاوى رخيصة خادمة مطيعة لتعليمات أولي السلطة والنفوذ!

المثبطون اليوم يحاولون عبثاً حصر التأييد الشعبي العربي والإسلامي عن حزب الله العربي الإسلامي، وذلك بدعاوى ليس لها نصيب من شرع، ولا يدعمها واقع ولا يصدقها إلا الأغبياء! فحزب الله اليوم في مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، وواجب النصرة مطلوبة؛ إن لم تكن لكونهم مسلمين ينتمون إلى الإسلام الجامع فلكونهم عرباً، وإن لم يكن كذلك فلكونهم مظلومين مغتصبة أرضهم! وواجب النصرة مطلوبة، وصدق حافظ الشيخ صالح حينما قال: «لن نتشيّع، لكنْ أيضاً لن نخذل أهلنا الشيعة العرب اللبنانيين»

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً