العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ

مصالحة حزب الله والسعودية

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

سُرِبت أنباء شبه مؤكدة أن مصالحة تمت بين الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله والقيادة السياسية في «السعودية»، وذلك عبر وساطات متعددة قادها نبيه بري وسعد الحريري وأخيراً سليم الحص.

ووفقاً لمقتضيات الاتفاق/ المصالحة كان واضحاً للعيان ذلك الانتقال المنهجي لبعض القنوات والصحف ذات الثقل العربي من التركيز السلبي على حزب الله وشخصية أمينه العام إلى المنهج الداعم للمقاومة، كما احتوت كلمة نصرالله الأخيرة مضامين إيجابية تجاه المملكة نوعاً ما، وإن لم يصرح بذلك علناً.

هذه المصالحة إن صدقت أنباؤها ستجعل كثيراً من الإعلاميين في صحافتنا المحلية في حالة «تورط» لا يحسدون عليها، فمؤسسة التحليل السلفي الجديد، التي كانت تذهب إلى تفسير عبارة (إعرف عدوك)... بأنه حزب الله، والذي وصفته بأنه نتاج تحالف «إيراني» «إسرائيلي» تحت الطاولة عليها اليوم أن تكتب بمنهجية جديدة سيكون من الصعب على القارئ أن يصدقها من أفواههم الطائفية التي ترمي سوى «السم».

الموقف السعودي مهم جداً بالنسبة للمقاومة اللبنانية، وحزب الله المدعوم من إيران يدرك الثقل السياسي للسعودية سواء داخل لبنان أو خارجه، ويدرك حزب الله تماماً أن مجمل الهجمة الإعلامية على المقاومة لم تكن إلا نتاج «سوء فهم» من بعض المرضى الذين استغلوا بعض التصريحات السعودية - جهاد الخازن يسميها في الحياة «سياسية» - بدء الأزمة.

أخفقت الأقلام التي هاجمت المقاومة في تمرير هرائها على القارئ، إذ كان رهانها خاسراً، فليست السعودية بمواقفها التاريخية من كانت ستدعم تلك التوجهات الطائفية المهووسة، السعودية وإن اختلفت مع حزب الله في «بدء الصراع» إلا أنها دائماً ما تدرك توقيت تدخلها المهم لتلعب دورها الإقليمي والتاريخي في المنطقة كما كانت في جميع الأزمات السابقة.

المؤسسة السلفية الجديدة التي تلقت دعمها من قوى البعث الجديد مازالت صنادلها «هبيطة»، والدور الذي تحاول البحث عنه منذ عمليات 11 سبتمبر/ أيلول لن تسترده مهما حاولت ذلك. فالمجتمع الدولي لن يسمح لهذه القوى التكفيرية المعادية للحياة أن تعود فاعلة في الشرق الأوسط.

المؤسسة السلفية الجديدة، ومنذ الإعلان السعودي الرسمي عن دعم مصرف لبنان بوديعة المليار ونصف وهبة نصف المليار وصولاً لمجزرة «قانا 2» وإعلان الرئيس السنيورة رفض لبنان استقبال وزيرة الخارجية وهي تقبع في أفق لا معنى له، فلم يطلها من تطبيلها ضد المقاومة إلا كراهية الناس لها، فليست «السعودية» من ستحقق مطامح هذه الفئة المريضة وكانت أوجاع السعودية الرئيسة منها.

حتى إن كانت هذه التسريبات محض «شائعات سياسية»، فإن دوراً تلعبه «السعودية» لمصلحة هذه القوى ذات التاريخ الأسود لن يكون، ولن يوجد. فالسياسة السعودية أذكى مما يتوقع هؤلاء الحمقى، وهي تعي حجم مسئولياتها التاريخية والإقليمية بدقة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً