وقف المواطن الفلسطيني محمد عزالدين الشيخ ديب (31 عاماً) على انقاض منزله المدمر، وسط مدينة غزة، بفعل القصف الإسرائيلي، مستذكراً بحسرة وألم ما كان يمثله هذا المنزل لعائلته المكونة من 45 فرداً من مأوى وملاذ آمن مفترض.
«حسبنا الله ونعم الوكيل، نحن الآن بلا مأوى، أسرة من 45 فرداً بينهم 25 طفلاً شردوا بقصف لم يستغرق سوى ثوان معدودة» بهذه الكلمات تمتم الشيخ ديب، معبراً عن حجم المأساة التي بات يعانيها وعائلته بعد مكالمة هاتفية غيرت مجرى حياته. ويقول الشيخ ديب بنبرات متقطعة «تلقيت مكالمة هاتفية على جهازي الخلوي من شخص عرف نفسه بأنه ضابط مخابرات إسرائيلي، إذ أخبرني بأن معي مهلة زمنية مدتها ساعة واحدة لإخلاء منزلي من دون إخباري بأي أسباب لذلك». وما كانت الساعة تنقضي سريعا، إذ هرع الشيخ ديب وعائلته إلى مغادرة منزلهم المكون من أربعة طوابق تاركين خلفهم «كل ما يحتكمون عليه» حتى أغارت طائرات الاحتلال الحربية على المنزل لتقصفه بثلاثة صواريخ وتسويه بالتراب، عدا عن إلحاق الكثير من الأضرار بباقي الطوابق والمنازل المجاورة.
هذه إحدى آخر صور الفجور والطغيان الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين العزل، فبحجة وجود المقاومين في بعض المنازل والمخازن في القطاع واستخدامها، وفق زعمهم، في تصنيع الصواريخ التي تطلق على المستوطنات، أصبح الصهاينة يقتلون الجميع صغارا وكباراً وبمجرد مكالمة!
تحولت هذه المكالمات إلى هلع يطارد المواطنين ويؤرق بالهم كلما دق جرس هاتفهم. وأصبحوا إضافة إلى الاعتقال في السجن الكبير- بكل ما يحويه من عذابات يشيب منها رأس الولد - أسرى انتظار الساعات والأيام في ترقب ما سيصل إليه مصيرهم.
ما يحدث مع الفلسطينيين واللبنانيين على يد العدو الإسرائيلي حالياً يدفعنا إلى التفكير- مع الإيمان باحتساب من يقتل منهم شهيداً وحياً عند الله سبحانه وتعالى- كيف يستطيعون الاستمرار في العيش بهذه الصورة! إلى متى سيستمر وضعنا على هذه الحال؟ نؤمن بأن التغيير سيحصل وسترفع الغمة، ولكن ليس بناء على مواقفنا الحالية، بل سيكون تغييراً مختلفاً وعدنا به
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ