أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الطيران الإسرائيلي شن أمس غارة جوية قرب قرية الطيبة جنوب لبنان لـ «دعم القوات البرية». وقال: «إن طائراتنا تعمل في المنطقة لدعم القوات البرية».
وزعم أن الطائرات «أغارت فقط على مناطق غير مأهولة لمنع تعرض القوات البرية لهجمات». ويأتي ذلك على رغم موافقة «إسرائيل» على تعليق غاراتها الجوية على جنوب لبنان لمدة 48 ساعة مع الاحتفاظ بحق الرد في حال التعرض لأي هجوم. وقال المتحدث: «إن الغارة على الطيبة لا تتناقض مع هذا الإعلان لأننا لم نلتزم بوقف كل الغارات الجوية».
وأعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل جندي لبناني في القصف البحري الذي استهدف شمال مدينة صور في جنوب لبنان. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: «نعرب عن أسفنا لأننا لا نستهدف الجيش اللبناني».
وزعمت أن القصف «كان يستهدف سيارة يفترض أنها كانت تقل عناصر من حزب الله». وكذلك، أفادت قوى الأمن الداخلي اللبنانية أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مركزاً عسكرياً بالقرب من جسر القاسمية، أسفر أيضاً عن إصابة ثلاثة عسكريين بجروح.
كما أعلنت الشرطة اللبنانية أن دبابات إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية في القطاع الشرقي للجنوب الذي يشهد مواجهات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حزب الله الذين أعلنوا عن تدمير دبابتين.
وقال المصدر نفسه: «إن نحو عشر دبابات إسرائيلية خرقت السياج الحدودي الفاصل بين البلدين عند محور العديسة كفركلا وتوغلت نحو 500 متر داخل الأراضي اللبنانية». وتابع أن «قافلة من السيارات كانت متوجهة من حاصبيا إلى بنت جبيل لنقل السكان الراغبين بالنزوح عادت أدراجها ولم تتمكن من إكمال طريقها بسبب المعارك في هذا القطاع».
وأصدرت المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله بياناً أعلن فيه تدمير دبابتين وإصابة ثلاثة.
والليلة الماضية أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم ارلي أن «(إسرائيل) وافقت على تعليق ضرباتها الجوية في جنوب لبنان لمدة 48 ساعة ريثما تجري تحقيقاً في حيثيات قصف قرية قانا» الذي أسفر عن مقتل أكثر من خمسين مدنياً في جنوب لبنان. وأضاف أن «(إسرائيل) تحتفظ طبعاً لنفسها بحق ضرب أهداف يتم فيها التخطيط لشن هجمات عليها».
وفي المقابل، أفادت الشرطة الإسرائيلية أن قذيفتين سقطتا في «إسرائيل» قرب الحدود من دون إصابة احد وأكدت وجود هدوء واضح بالنسبة إلى الأيام الماضية.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد: «سقطت قذيفتان قرب كريات شمونة (شمال إسرائيل) في حقل من دون إصابة احد».
وذكر مسئول حكومي كبير لـ «رويترز» أن القوات الإسرائيلية دمرت ما يقدر بنحو ثلثي صواريخ حزب الله الطويلة المدى. وأضاف «أننا نعلم العدد الذي دمرناه منها كما نعلم عدد ما أطلقوه».
وأعلن المسئولون الإسرائيليون أنهم غير مستعدين لقبول وقف فوري لإطلاق النار على رغم تعليق الغارات الجوية وأن تل أبيب تعتزم تكثيف هجماتها ضد مقاتلي حزب الله إلى حين انتشار قوة دولية في الجنوب على رغم مطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس: «يجب ألا نوافق على وقف لإطلاق النار يطبق على الفور... إذا أعلن وقف فوري لإطلاق النار فسيرفع المتطرفون رؤوسهم مجدداً. وفي غضون بضعة أشهر سنعود إلى النقطة نفسها». ومضى يقول: «الجيش سيوسع ويعمق عملياته ضد حزب الله».
وذكر مسئولون إسرائيليون كبار أن الحكومة تريد مواصلة هجومها إلى حين وصول قوة دولية لأن حزب الله سيستغل أي توقف للهجمات لصالحه.
وفي حال موافقة مجلس الأمن في وقت لاحق على نشر قوة دولية فمن الممكن إرسال أول وحدة من قوة حفظ الاستقرار إلى جنوب لبنان في غضون أيام وربما يكون الأسبوع المقبل طبقاً لتقدير مسئولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين.
ولكن مسئولين اسرائيليين قالوا انه ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمهل «إسرائيل» وقتاً إضافياً لمهاجمة حزب الله بسبب تزايد المطالب الدولية بوقف فوري لإطلاق النار.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في وقت سابق إنها تعتقد أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار هذا الأسبوع. وذكر دبلوماسي غربي رفيع أن رايس لم تكن واضحة بشأن ما إذا كان الهجوم سيستمر إلى حين وصول قوات حفظ السلام. وأضاف «نعلم أن الهجوم سينتهي. التوقيت هو أكبر سؤال حالياً».
وقالت مصادر الصليب الأحمر اللبناني: إن أفراد الإنقاذ انتشلوا جثث 25 مدنياً من أنقاض منازل مهدمة في ثلاث قرى بجنوب لبنان. وأضافت أن 12 جثة انتشلت في قرية صريفة وتسع جثث في زبقين وأربعاً في القليلة. وتابعت أن عمال الإنقاذ مازالوا يبحثون عن مزيد من الأشخاص الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض في الغارات الإسرائيلية
العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ