العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ

مجزرة اخرى ترتكبها قوات الكيان الصهيوني في قانا، يذهب ضحيتها ستون شهيداً غالبيتهم من الاطفال. اعترف العدو أنها عملية مستهدفة... لم تكن الطائرات الصهيونية مخطئة في هدفها.

قانا... التعبير الأكثر وضوحاً

عبدالرحمن النعيمي comments [at] alwasatnews.com
عبدالرحمن النعيمي

ليس فقط لأنهم مرتزقة ينفذون أوامر «البنتاغون» في المحطات المفصلية للصراع على المنطقة. وإنما لأنهم يع 

إنهم يعرفون أنهم كيان دخيل، لاعلاقة له لا بدول المنطقة، ولا بشعوب المنطقة، ولا يمكنهم العيش بسلام، وبالتالي فالبديل المستمر هو العدوان والاملاء والذبح والتدمير لتقوم القاعدة بدورها، وليبقى المستوطنون - سكانها في حال استنفار مستمر، وللتأكيد على مقولة شارون المستمرة، إننا (دولة العدو) نوفر المليارات على الولايات المتحدة الاميركية بما تشكله من قوة ردع مستمرة ضد الامة.

قانا... ليست الأولى على رغم أنها قانا الثانية فإنها محطة كبيرة في مسلسل المجازر الجماعية التي استهدفت الاطفال بالدرجة الاساسية في مجرى الصراع العربي الصهيوني... من دير ياسين وقبية والمجازر الكبرى للجنود والطلاب المصريين... ناهيك عن الاردن.

قانا الاخيرة... وليست الاخيرة... قلبت الطاولة على العالم بأسره... على النظام الرسمي العربي برمته... على الاحزاب العربية التي لم تتحرك على المستوى القومي إلى الوقت الحاضر... على المنظمات الشعبية العربية من العمال والفلاحين والاطباء والمحامين والمهندسين والتجار والصناعيين الذين لم يتخذوا مواقف عملية... مقاطعة البضائع الصهيونية... الامتناع عن تزويد الاساطيل الاميركية بالوقود...

قانا... والمقاومة البطولية التي بعثت الروح في الامة... لم تطلب من احد أن يتدخل لصالح لبنان عسكرياً... لكنها اشارت الى كامب ديفيد، الى وادي عربة... الى السفارات الصهيونية في اكثر من بلد عربي... الى مكاتب التمثيل التجاري في أكثر من بلد عربي... الى مكاتب مقاطعة «اسرائيل» التي أغلقت مع توقيع اتفاقات التجارة الحرة مع راعي العدوان الاول... الى الحصار والتضييق على جمعيات مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني..... قانا وحدت لبنان... قانا تطالب الحركة الشعبية العربية بأن تنهض... ليس من اجل التضامن مع الشهداء والجرحى والمشردين في ديارهم... وانما من اجل اعادة النظر في وضع الحركة الشعبية العربية وعلاقاتها مع بعضها بعضاً في القطر الواحد... وعلى المستوى القومي. فقد تجاوزت المقاومة كل الحواجز الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية... لتشير الى طبيعة العدو وطبيعة التناقض الرئيسي الذي يجب على الامة أن تواجهه. كل بلد عربي سيتعرض لمجزرة صهيونية اميركية بأشكال متعددة... ولبنان ... وقانا... لوحة كبيرة لهذا الخطر الكبير المهدد للامة جمعاء...

قانا وشهداء قانا يطالبوننا بأن نحفر في الصخر رفضاً قاطعاً للعلاقة مع الكيان الصهيوني... القاتل للاطفال... القاتل للحياة... المستهتر بكل القيم الانسانية... لأنه عدو حقيقي للانسانية وقيمها...

قانا وشهداء قانا يؤكدون أن الصراع هو صراع وجود لا صراع حدود

إقرأ أيضا لـ "عبدالرحمن النعيمي"

العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً