ضاع المعسكر التدريبي الذي خاضه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في ألمانيا هباءا بعد انسحاب المنتخب اللبناني الشقيق من مباراته أمامنا في تصفيات كأس آسيا التي كانت مقررة في 16 أغسطس/ آب الجاري وفي المباراة الثانية أيضا في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
هذا الانسحاب كان متوقعا في ظل الظروف التي يعيشها اللبنانيون في الوقت الجاري والدمار الشامل الذي أحدثه العدوان الصهيوني الغاشم على الشقيق لبنان.
في مثل هذه الظروف وكما قلت في مقال سابق لا مكان للرياضة عموما ولكرة القدم خصوصا، إذ ان الرياضة هي انعكاس للاستقرار والرخاء، وهي عدوة دائمة للحروب والدمار. حتى نحن هنا في البحرين يقل تركيزنا واهتمامنا الرياضي كثيرا مع مثل هذه الحوادث الجسام التي تقع بالقرب منا، لذلك نرى انصرافا رياضيا كبيرا في مثل هذه الظروف. تصريح رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم كان مؤثرا بحق فكيف يمكن أن يلعب المنتخب اللبناني وشعبه يجزر على يد العدو الصهيوني، حتى الجهود والموازنات الرياضية تذهب في هذا الوقت إلى الإغاثة والعلاج والصمود وليس لها أي علاقة بأي نشاط رياضي حاليا. ما نتمناه فعلاً هو أن يعم السلام والأمان منطقة الشرق الأوسط المليئة بالصراعات والحروب ما يؤثر بشكل كبير على واقعها الرياضي المتقهقر، إذ لا يمكن أن تزدهر فيها الرياضة في ظل الوضع الحالي. لبنان مثلا الذي أنشأ ملاعب على مستوى عال لاستضافة كأس آسيا 2000 خسر الكثير منها في العدوان الحالي، كما لقيت الكثير من الإهمال في وقت سابق بفعل غياب الصيانة عنها وانعدام الموازنات الكفيلة بالحفاظ عليها. في منطقة الشرق الأوسط نحن نعيش فعلاً واقعا رياضيا صعبا مترتب على الظروف السياسية الصعبة التي نعيشها، وإلى حين تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية تبقى الرياضة في آخر سلم الأولويات
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ