في كل مرة تقوم فيها «إسرائيل» بعمل عدواني ضد العرب، تعلو الأصوات منددة بالموقف الأميركي الداعم لذلك العدوان والمدافع عنه في المحافل الدولية، بما فيها مؤسسات مثل الأمم المتحدة. وغالبا ما ينتهي أي حوار حول هذا الموضوع بعبارة «هذا من فعل اللوبي الصهيوني داخل مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة»، والقليل منا حاول فهم آلية ذلك التأثير أو قنواته.
وحديثاً صدرت دراسة نشر عرض لها على موقع تقرير واشنطن (http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=425).
حملت الدراسة التي قام بها ستيفن والت (أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد وعميد كلية جون كينيدي للعلوم السياسية) وجون ميرشيمر (أستاذ للعلوم السياسية بجامعة شيكاغو إذ عمل منذ العام 1982 عنوان «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية» ونشرتها مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» London Review of Books.
أهم النقاط الرئيسية في الدراسة، والتي أوردها الموقع هي، ان اللوبي الإسرائيلي يمثل قوة أساسية في عملية صنع القرار الأميركي، ومع الأخذ في الاعتبار أن النظام السياسي والقانوني الأميركي يسمح لكل المواطنين الأميركيين بحق التنظيم السياسي بهدف التأثير على السياسة الأميركية في نطاق الديمقراطية وحرية التعبير، نجد أن تأثير اللوبي الإسرائيلي نجح في الحد من النقاش المثمر عن مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بهدف الحفاظ على استمرارية الدعم الأميركي «لإسرائيل» بصرف النظر عن المصالح الأميركية.
وهذا النجاح، كما يرى المؤلفان، ينسب لنفوذ اللوبي داخل:
1 - الهيئة التنفيذية بالإدارة الأميركية من خلال أفراد متعاونين أو متعاطفين مع مؤسسات اللوبي.
2 - الهيئة التشريعية من خلال ضغط اللوبي على أعضاء الكونغرس بواسطة التبرعات المالية، أو تهديد نجاحهم في الانتخابات ويذكر الكاتبان عدة أمثلة للموقف الأخير.
3 - مجموعة من مؤسسات قدح الفكر (Think Tanks) أو مراكز الأبحاث السياسية التي تنتج أبحاثا متحيزة لصالح «إسرائيل».
4 - من خلال أفراد متعاطفين أو متعاونين مع أهداف اللوبي الإسرائيلي داخل مؤسسات الإعلام الأميركي.
5 - الجامعات من خلال حملات سياسية وإعلامية لتخويف أعضاء المجتمع الأكاديمي في مجال دراسات الشرق الأوسط في حالة انتقادهم السياسات الإسرائيلية بأسلوب قوي.
6 - من خلال توجيه اتهامات العنصرية والمعاداة للسامية لأي شخصية بارزة في المجتمع السياسي الأميركي تنتقد سياسة «إسرائيل» أو دعم الولايات المتحدة لها.
ويخلص المؤلفان - كما وردفي العرض - إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي مبنية على الهيمنة التامة للوبي الإسرائيلي في ساحة النقاش العام بالولايات المتحدة، ويرى كاتبا الدراسة أن الساسة الأميركية منحازة لصالح إ«سرائيل» على رغم أن هذه السياسية تتناقض مع مصلحة الولايات المتحدة ومبادئ الحرية والديمقراطية التي تمثل في وجهة نظر مؤيدي استمرار هذه العلاقة أساس الشراكة الأميركية - الإسرائيلية.
موقع تقرير واشنطن اكتض بحوارات غنية حول هذا الموضوع، وهي مسألة تستحق المتابعة لاولئك الذين يرغبون في متابعة علمية لآلية صنع القرار في الولايات المتحدة ودرجة تأثير اللوبي الصهيوني فيها.
الشيء الذي لم يرد في التقرير ولا يملك أحد جوابا شافيا له هو السبب الكامن وراء عدم وجود لوبي عربي يناهض ذلك اللوبي الصهيوني ويكون ندا له، ويمارس دوره الحقيقي في ترشيد آلية صنع القرار الأميركي داخل مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة، كي يحل العمل الجاد المثمر مكان العويل والصراخ غير المجدي
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ