الساحة في «الشرق الأوسط» تسير شيئاً فشيئاً إلى مزيد من التعقيدات بالنسبة إلى المخطط التي رسمته الولايات المتحدة لبناء شرق أوسط على النهج الأميركي. ويبدو أن الرئيس الأميركي قد استنفد مع حليفته «إسرائيل» كل الوسائل للقضاء على المقاومة الإسلامية أولا، وإعادة النصاب -كما يراه - إلى المنطقة، ولذلك فقد بدا التخبط في السياسات الأميركية، وأي تخبط أكثر من تخبط كوندوليزا رايس التي تحوم في أجواء المنطقة من غير خطة أو هداف واضح، أو لربما لتغير الهدف المرسوم جراء التغيرات في ساحة المعركة. ومن جديد، يعود الملف النووي الإيراني إلى الظهور، وكأن أميركا تقول لإيران أن لا تتخذ أية خطوة إزاء ما يجري في الأراضي اللبنانية عبر وضع حبل تهديدات الأمم المتحدة، والتي يبدو أنها لا تخيف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي رفضت حكومته كل التهديدات. وحتى لو طرحت ست دول كبرى مشروع قرار في مجلس الأمن يمهل إيران حتى 31 أغسطس/ آب لوقف نشاطها لتخصيب اليورانيوم، فإن ذلك لن يثني إيران عن برنامجها النووي، وكل ما جرى ويجري يؤكد ذلك، ولكن يبدو أن ذلك مجرد مناوشات من جانب الولايات المتحدة لكي تظل ممسكة بخيوط اللعبة السياسية في المنطقة.
وفي تطور مترابط مع ترابط الحوادث، ها هي الإدارة الأميركية تعزم بيع دبابات وتحديث آليات حربية برية لبعض دول المنطقة، في صفقة قد تبلغ 2,9 مليار دولار لحماية منشآت البنية الأساسية، في الوقت الذي ذكرت الإدارة نفسها أنها تعتزم تزويد دولة أخرى بمروحيات مقاتلة لحماية الحدود والبنية الأساسية فيها مقابل 808 ملايين دولار.
نعود مرة أخرى إلى الأراضي اللبنانية، فبعد أن انطلق «خيبر-1» متجاوزاً حيفا إلى ما بعد حيفا، في خطوة أولية إلى الانتقال إلى مرحلة ما بعد بعد حيفا، وفي حال حدوث هذه المفاجأة التي تشير كل التوقعات إلى حدوثها، على اعتبار أن المقاومة وفت حتى الآن بكل وعودها وأخذت تدك حصون الإسرائيليين في مفاجأة تلو مفاجأة، وما معركة بنت جبيل واندحار قوات النخبة «الغولاني» التي يعد أفرادها بحسب المصادر الإسرائيلية من أشرس المقاتلين إلا دليل واضح على وجود الكثير من المفاجآت البرية لدى حزب الله، وخصوصا أن الحزب لم يشرك جميع قواته ومقاتليه في الحرب حتى الآن، ولايزال يحتفظ بذخائر حربية وبشرية لا يعلم بها إلا الله. لم يبق أمام العدوان الأميركي - الصهيوني إلا خيار واحد؛ خيار وزير إعلام صدام محمد الصحاف، وهو ما رأيناه جليا في التكتيم الإعلامي على الخسائر الفادحة التي تعرض لها الكيان، ومنعه الصحافة من نقل كل الحقائق، ولم يبق أمامه إلا سرد الإدعاءات
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ