العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ

عرسك يا قانا... لا فن فيه...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

(1)

ذكراك عرس يا قانا، كلما تصفحت تاريخك لاحت علي تباشير الفرحة، هذا المسيح وحواريوه في لوحة احتفال تنتهي بأنهار من الحب تملأ أهل «قانا الجليل»، وهذه مغارتك يحتمي بها أهلك خوف القتل.

ذكراك «عرس»، وحاضرك «بؤس». فلمن يتضرع قاطنوك وكل المقدسات لم تعد تجدي، خف منذ 19 يوماً بريقها، ملعونة هذه الأرض التي تستهوي دم الأطفال والرضع، ملعونة هذه الأرض التي لا تكتفي من الجثث، ملعونة هذه الأرض...! وكفى...

(2)

3752 يوماً، من عرسك الأول في الثامن عشر من أغسطس/ 1996 حتى اليوم التاسع والعشرين من شهر يوليو/ تموز 2006، هل بدأت ذاكرة الموت تضعف؟ هل تناست الأرض جثث الصغار الذين ابتلعتهم؟ لم تتكرر «المذبحة»؟ لم تقتل الأحلام بأن يكبر شباب هذه البلدة يوما ما؟ لا جواب... الأرض صماء كما القلوب، وليس لنا سوى أن نكتب بطريقة أدبية، فأي عقل يستوعب إحداثيات «المذبحة»؟ أين مسيحك اليوم ليمر بالجنائز...؟!

(3)

إن الرثاء راحة، خذوا من مهجة البحرين يا شهداء لبنان واطفاله ما تشتهون، فالأنفاس مشحونة بالدمع، وهمم الرجال لم تعد تقوى على المزيد. فلو بكت عيوننا دهراً من الزمان ما اكتفينا...

الأرض لا ترحم، وولى زمن المعجزات، لا سياسة ولا أمل، أي أمل هذا الذي تستشفه الأنفس من تحت أنقاض هذه المباني؟

لا سياسة هي تعويذة البكاء وحدها... ما نستطيع بثها لكم.

(4)

نخب الزيارة الثانية يا كوندليزا، زيارة تدك العزة، أي نوع من النساء أنت...؟!

فليكن رقصك في تل أبيب عارياً، كما أخرجت اللبنانيات من تحت الأنقاض عاريات...؟!

لم تمر الخارجية الأميركية منذ عهد «كيسنجر» مرحلة سياسية صفيقة كالتي هي عليها الآن، تآمرتم الثلاثة (رايس، رامسفيلد، تشيني) على منصب الخارجية، فما كان منها إلا أن إستحالت دبلوماسية فارغة المضمون والمحتوى، حمقاء لا تعرف إلا لغة الموت، عبارات أسفك على الضحايا كانت تسرق من شفتيك الحادتين، حتى أسفك لم يكن صادقا... أي نوع من الجمادات أنت...؟!

(5)

شجب واستنكار... وتستمر بنا لغة الصغار، الدول تخاف إسرائيل «حقاً»، ولا يخافها «حزب الله»... الإيرانيون هم أيضا يخافون «إسرائيل»، سربت وكالات أنبائهم استنفار جيوشهم العرمرمية دفاعا عن لبنان، وسرعان ما سحبت وكالات الأنباء الإيرانية أخبارها من أمام شاشاتنا!...

خائف يا «نجاد»... ما الجديد؟... عند الموت تنتهي السياسة، وتعود الأنفس الجبانة أوكارها..

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً