العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ

مجزرة «قانا - 2»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مجزرة «قانا-2» في 30 يوليو/ تموز التي ارتكبتها «إسرائيل» للمرة الثانية خلال عشرة أعوام قتلت 54 مدنياً من الكبار والنساء والمعوقين، وعلى الأقل 37 طفلاً. اثناء المجزرة كانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جالسة مع قادة الارهاب الإسرائيلي، تؤيدهم ويؤيدونها، تحرضهم ويحرضونها على قتل المزيد من دون أي اعتبار لقانون دولي أو لإرادة دولية أو لمجتمع دولي.

الإدارة الأميركية لم تعد تأبه بأي رأي عالمي أو اقليمي أو حتى محلي طالما انها تمتلك القوة لفرض آراء وسياسات مجموعة من الأميركان (يطلق عليهم مسمى «المحافظون الجدد»)، وتنفيذ أحلام لمجموعة من الصهاينة قائمة أساساً على خزعبلات تتحدث عن «حق الهي» في قتل الاخرين واقامة دولة تمتلك أسلحة الدمار الشامل لتسود بالقوة البشعة على جميع دول المنطقة.

قبل «قانا-2» كانت للمسئولة الاولى عن الخارجية الاميركية «هيبة»، وكان المسئولون اللبنانيون ينتظرونها لعل الله انزل في قلبها شيئاً من الرحمة، ولكن بعد «قانا-2» خرج رئيس وزراء لبنان، ذلك البلد الذي تقوم «إسرائيل» بتدمير بنيته التحتية وتقتل المدنيين وتحرق اراضيه، وقال إلى كوندوليزا رايس (بما معناه) إنها شخص غير مرغوب فيه. لبنان المدمر يرفع رأسه إلى السماء ويخاطب أعتى قوة على الارض ليقول لها مالم تتوقعه من قبل... كل ذلك حدث بعد «قانا-2».

قبل «قانا-2» كان الإسرائيليون يعتقدون أن جيشهم «لايقهر»، أما بعد «قانا-2» فإن أكثرية البشر نظروا إليهم بانهم مجموعة من الخارجين على القانون، والمتوحشين، الذين يجبنون عن مواجهة الرجال بالرجال، فيلجأون إلى القاذفات التي زودتهم بها أميركا من أجل قتل المدنيين العزل.

لم يعد الموضوع بعد «قانا-2» يتعلق باختطاف جنديين في 12 يوليو 2006، وانما انتقل إلى قضية عمرها 58 عاما، عندما تأسس نظام إرهابي (إسرائيل) لتركيع شعوب المنطقة واخضاعهم قهراً وعلى رغم انف الجميع. بعد 58 عاما من خلق الفتن لم تعد تنطلي على ابناء منطقتنا الأقاويل التي روجتها تلك الدوائر التي سيطرت على مقدراتنا وسلبتنا كامل حريتنا حتى لم تعد لدى اي جهة في منطقتنا رأي يحترم.

الجيش الذي لايقهر تم قهره بالفعل، واجبر على الخروج من «بنت جبيل»، والجيش الذي كان يردد خزعبلاته ويقول انها مبادئ نزلت عليه من السماء، لم يعد سوى قاتل للابرياء، ومتوحش يحتمي بقوة عظمى لا تحترم قوانين المجتمع الدولي

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1425 - الإثنين 31 يوليو 2006م الموافق 05 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً