التجارب أو بالأحرى التجربة البرلمانية التي عشناها لحظة بلحظة في السنوات الأربع الفائتة كانت تجربة قاسية علينا نحن جيل الثلاثينات من العمر، فمن العار فعلا أن نسمع طوال الاعوام المنصرمة عن «البرلمان هو الحل» لنُفاجأ بهكذا برلمان تفنن الصحافيون والكتاب في وصفه ابتداء من كسيح وأعرج وعجوز من غير أسنان وانتهاء بكونه ظاهرة صوتية، ولم نسمع قط بوصف مثل نواب أسود وآخرون نمور أو من تلك المسميات التي نسمعها في أماكن أخرى تبين قوة وشراسة النواب.

ومن هذا المنطلق فإنه يتوجب علينا نحن وكوننا مررنا بهكذا تجربة أن لا نُلدغ في جحر مرتين ... بأن نتشرط في طلب نواب في المجالس القادمة لا يكترثون بما يسبق أسماءهم من صاحب سعادة أو حضرة أو الاخ النائب، ولا نريد نواباً يتصارعون من أجل الفلوجة والنجف بل نريدهم يتسابقون في رد الفساد الذي انتشر برا وبحرا وجوا! كما أننا لا نريد نوابا تقترح «والحمدلله أنه مجرد اقتراح لا يودي ولا يجيب» قطع أيادي الناس أو زيادة أسعار فواتير ماء وكهرباء... ولا نريد نواباً يتهاوشون مع الوزراء تحت قبة البرلمان ويعتذرون لهم في مكاتبهم، والاهم من هذا كله... لا نريد نواباً نائمين يخرجون خارج الجلسة ليولعوا سجائرهم عندما يبدأ التصويت وهم من سكت أو نام دهرا ونطق كفرا... ونفسهم تراهم ينجزون معاملات المواطنين مستغلين حصانتهم البرلمانية بفلوس! ولا نريد نواباً إذا مروا على مجالس دائرتهم تتفاجأ بأن أبناء تلك الدائرة لا يعرفونهم! يافشيلتاه... مواطن لا يعرف نائبه في البرلمان!

كما أننا لا نريد نوابا ينذرون أنفسهم وجهدهم في إثارة الفتنة الطائفية بكل أشكالها وألوانها وطرقها المسموعة والمكتوبة والمرئية والمقترحة... فكل اقتراحاتهم تنصب في المحاولات المستميته تارة في وقف مواكب العزاء، وتارة في التصدي الى تعديل مناهج عفا عليها الزمن.

باختصار... إننا نريد نواب المجلس القادم من الناس والى الناس... نريد نواباً حقيقيين للشعب وليس نواباً لأنفسهم... والله من وراء القصد