نقلت وكالة أنباء (اف ب) خبرا عن تقديم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم الثلثاء الماضي طلب ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة لدى رئاسة مجلس النواب، بعد عام من التمنع الخجول عن الترشيح. وكلكم تعرفون كيف خرجت جماهير الشعب اليمني تطالبه بالبقاء إلى الأبد ليقود اليمن على طريق الرفاه والسعادة، لعله ينجح في تحقيق ما لم يحققه خلال عاماً... أليس من واجب الشعوب العربية أن تمنح حكامها الفرصة تلو الفرصة حتى يصلوا بهم إلى المدينة الأفلاطونية الفاضلة؟
وقال صالح للصحافيين لدى تقديمه أوراق ترشحه: «جئت لأقدم الوثائق الخاصة بالترشيح طبقا للدستور والقانون، بعد أن لبيت نداء الملايين من الجماهير التي خرجت إلى الشوارع في المدن والميادين العامة عندما رأت وسمعت أن هناك ناقوس خطر ووحوشاً تكشر بأنيابها تريد أن تنقض على الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية».
إذاً... أخيرا اكتشفنا السبب وراء تغيير الرئيس رأيه والحنث بوعده، وتخليه عن دخول التاريخ من أوسع أبوابه، مادام هناك وحوش تكشر عن أنيابها وعفاريت تهدد بالتهام الثورة والجمهورية والديمقراطية!
صالح أعلن أيضا أن أهدافه للفترة المقبلة هي «أولاً: الحفاظ على الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية، وثانياً: الحفاظ على الوحدة من دعاة الفتنة والانفصال، وثالثاً: الحفاظ على الوطن من الغلو والتطرف والارهاب».
وأضاف: «رابعاً: الحفاظ على الوحدة والثورة والجمهورية من دعاة الإمامة الذين بدأت ترتفع أصواتهم من وقت لآخر في محافظة صعدة ولهم ذيول في بعض عواصم المحافظات».
صالح أكد أيضا أن برنامجه يركز على ملف «التنمية الشاملة واستكمال البنية التحتية المشروعات الخدمية ومكافحة الفقر وإنهاء البطالة»، وكما هو واضح أن الشعب اليمني الكريم أعطاه ثقته مرة أخرى، وهو مستعد أيضا لمنحه أو أو حتى عاماً أخرى، كما يريد، لإكمال برنامجه الطموح، خصوصا انه يتضمن «توليد الطاقة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لها ومن ذلك توليد الكهرباء بالطاقة النووية»!
كل نقاط البرنامج مقبولة ومعقولة و«عال العال»، إلا مسألة الطاقة النووية! فلا أدري كيف حسبها الرئيس اليمني! ألم يفكر ما قد يجره على بلاده من حصار اقتصادي وتجاري وسياسي؟ وما هي البدائل في حال فرض عقوبات على اليمن؟ وماذا سيعمل لو قادت الولايات المتحدة الأميركية حركة معارضة دولية ضد برنامجه النووي الطموح؟وماذا سيعمل لو ضم الرئيس جورج بوش اليمن إلى محور الشر؟ وهل سيمضي في برنامجه النووي السلمي إلى آخر الشوط أم سيعلقه ويفككه ويسلم معداته للأميركان كما فعل الزعيم الليبي معمر القذافي؟ وإذا أصر على الاستمرار، كم شهرا سيستمر في المقاومة والمناورة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أن تنقل كونداليزا رايس الملف إلى مجلس الأمن؟ ثم هل سيقوم اليمن بتخصيب اليورانيوم بنسبة في المئة أو في المئة؟ أو أكثر من ذلك؟
نحن مع الرئيس اليمني في كل مواد برنامجه، إلا البرنامج النووي... فنحن نخاف أن يتهم اليمن بالرغبة في امتلاك القنبلة النووية لتدمير «إسرائيل»
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ