ثارت دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية أمس الأول وعقدت جلسة طارئة لمجلس الأمن عندما أجرت كوريا الشمالية سبع تجارب على صواريخ متنوعة تطاول الأراضي الأميركية والروسية واليابانية. وبدأت التهديدات ولم تنته وبلغت إلى حد التهديد بشن هجوم على كوريا الشمالية، وازدادت وتيرة تطوير الأنظمة الدفاعية وأنظمة اعتراض الصواريخ، ولا نعلم ما الذي سيحدث اليوم أو غداً أم ستنتهي هذه الحلقة المثيرة من مسلسل الصراع بين كوريا الشمالية ودول الغرب والشرق، ويعود المسلسل الطويل إلى عرض حلقاته الاعتيادية التي لا ندري متى تنتهي.
وفي اليوم نفسه، تتمادى «إسرائيل» في العدوان على الفلسطينيين تقتلهم وتدمر مبنى وزارة الداخلية وتحوله إلى ركام، وتفرض منطقة عازلة في شمال قطاع غزة «المحرر»، ومع ذلك لم نسمع إلا بعض الأصوات التي لا يسمعها أحد غيرنا والتي تطلب من العالم وقف الجور الإسرائيلي، وما من مجيب.
ماذا نتوقع من الغرب؟ وكيف نتوقع منه أن ينصفنا ونحن نعلم أننا بالنسبة اليه غير موجودين وإن استطاع سيقضي علينا إذا اقتضت مصلحته ذلك؟
ينبغي أن نعي عملياً كيف تفكر الدول العظمى حينما يتعلق الأمر بالتعامل القائم بينها وبيننا، وأن ندرك أن منطق المصلحة والقوة هو المحرك لهذه العلاقة المتحركة بعصا هذا المنطق.
لا نبرر التجارب الكورية الشمالية لأنها فعلاً قد تزيد وتيرة سباق التسلح الخطير، ولكن في الوقت نفسه لا نقبل الوصاية على أية دولة من قبل أية دولة أخرى باستخدام منظمة الأمم المتحدة. وما هذه المواقف التي تؤخذ ضد كوريا الشمالية وإيران إلا لأنهما ليستا «تحت إبط» الولايات المتحدة، وبالتالي تسعى الأخيرة بشتى الوسائل للوصول إلى هذه النتيجة معهما لأنهما قويتان.
ولا ينبغي أن نستغرب أن لا ينعقد مجلس الأمن من أجل قتل الإسرائيليين الفلسطينيين، و«لا يجوز» أن نتوقع أن يدين مجلس الأمن هذه الجرائم أو يتخذ موقفاً من «إسرائيل» لأنها «ربيبة الأقوياء» وما نحن إلا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة ولن يكون لنا
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ