منذ أكثر من عامين، والمتتبع لنصوص الكاتبة البحرينية الشابة زينب الدلال، يقف على إمكانات واعدة، يمكنها أن تتبوأ مكانها اللائق في الحركة والمشهد الإبداعي في مملكة البحرين.
حركة رصد أولى في مضامين ولغة ما تم نشره في صفحة «مرايا» تكشف عن أن جزءا كبيرا من تلك التجارب إما استمر من دون أن يحقق قفزة نوعية، أو انتباهة والتفاتا ما من قبل المعنيين في الساحة، وإما آثر الانسحاب. بعضها لعدم القدرة على التواصل من جهة، ومرد ذلك إلى تواضع الامكانات، وأحيانا كونها دون المستوى، واما لأسباب لا علاقة لكل ذلك بها من جهة أخرى.
الذين استمروا مع «مرايا» منذ اصدارها الأول لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، مع دخول أسماء جديدة مع نهاية كل اسبوع، وهي أسماء بعضها ملفت في أدواته.
ما يهمنا في هذا المقام، هو هذا الصوت المبشّر بالكثير في كتابة النص، وأعني به صوت زينب الدلال، لما تتمتع به من وضوح في الرؤية، وقدرة على اختزال الصورة، واستواء في التعامل مع اللغة، وسلاسة المفردة، وامتلاك ناصية تطويعها، علاوة على قدرتها على تجديد نَفَسِها في النص من دون أن تضطر الى إعادة انتاج ما سبق من نصوصها، كما هو الحال مع كثيرين، لا ينحصرون فقط في الذين ولجوا عالم الكتابة حديثا، بل حتى أولئك الذين خَبَرُوها وخَبَرَتهم، وأوقفوا سنيّ حياتهم في سبيل الانتماء اليها.
هذا الصوت المقبل بقوة، سيكون له مكانه ومكانته المتقدمة في المشهد الثقافي البحريني، وخصوصا المملكة تعاني منذ سنوات من شح في الأسماء التي يمكن التعويل والمراهنة عليها. وما حدث في السنوات الخمس الماضية، هو أن المنابر الاعلامية والصحافية إما انها انحازت لعدد من الأصوات التي لا تملك الا اليسير من الموهبة، فتم التهليل والتطبيل لها على أنها منقذة الساحة من حال الموات، وإما عملت على إحباط أصوات أخرى تملك من الموهبة الشيء الكثير والملفت، فقط لأنها على غير وفاق مع توجهها وسياستها، وتلك واحدة من طاماتنا الكبرى في هذه الساحة الجريئة على المراهنة على المعوقين، فيما هي أكثر جرأة في محاولة إرسال أصحاب المواهب الحقيقية الى حتف أو نسيان ضمن شروط ومواصفات الممسكين بزمامها.
ما ستسعى اليه «مرايا» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، هو أنها ستعمل على ترحيل عدد من الأسماء التي أثبتت نفسها وطورت من امكاناتها وأدواتها، الى الصفحة الثقافية الأسبوعية، لتأخذ مكانة واهتماما مركّزا، يتحدد في اختلاط تلك الأصوات بعدد من التجارب التي عمّقت ممارستها وباتت متجاوزة للدائرة المحلية الى دائرة اقليمية وعربية أكبر. وعلى رأس تلك الأسماء ستكون زينب الدلال من دون أدنى شك. ر
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ