العدد 1399 - الأربعاء 05 يوليو 2006م الموافق 08 جمادى الآخرة 1427هـ

وللكلمة الجريئة مكان في القلوب

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد سعدت جداً برد الفعل على المقال السابق (خبرة القضاة والعدالة) اتصال الكثير من المحاميات ذوات الخبرة ما يزيد على العشرين عاماً وكيف أنهن هنأنني بأنني قمت بتلخيص معاناتهن في الحقل والفضفضة نيابة عنهن، (أشكر لهن ذلك التعقيب).

وقالت إحداهن انها ذات خبرة وتخصص وتشعر أنها مظلومة وأنها تود الكتابة لإبراز المشكلات منذ مدة في المحاكم، وعدم رضاها عن طريقة تأخير وتأجيل القضايا من دون مبرر كاف، وأن المراجعين ينتظرون لساعات طوال لتأخر القاضي وقضايا الساعة الشديدة الحساسية.

لم أكن في الحقيقة أتوقع قلة التنظيم في محاكمنا على هذه الصورة. وتواصل القول إنها لا تمتلك الجرأة للكتابة وتخاف من أن تتسبب كتاباتها في شدة العداوة ضدها من المسئولين والقضاة في المحكمة... (تلك المهنة الجليلة التي أساسها الجرأة والعدالة)... فهي تخاف.

واضطررت إلى تفهم ذلك الخوف خصوصاً عندما نتعرف عن قرب على طريقة تداول الموضوعات في بعض الدوائر الحكومية. ان الود والمحاباة واجبان لذوي المناصب الرفيعة وضرورة التقرب منهم لتسيير وتسهيل الأمور، وأن عضبهم قد يجعل صغار الموظفين في ورطة أثناء التقييم أو الترقية... إلخ وإلا قد تتعطل قضاياهم وتؤجل.

إن الخوف هو المشكلة الكبرى، وهي دائماً تقف كالسد المنيع لتحقيق معظم المنجزات الإنسانية الرائعة.

ومن أهم أسبابه هو الحرص على لقمة العيش (المادة) لأنه بخلخلة الميزان المعيشي قد تنقلب الحياة رأساً على عقب ويصبح حينها الجبن سيد المواقف فالحاجة المادية تضعف البشر وتفرقهم عن بعضهم بعضاً وهي التي تضع الأعناق تحت حد السيف ولكن لابد من التضحيات أحياناً للحصول على مبتغانا والحياة ليست دائماً تلك الأبواب المفتوحة للعطاء.

وان الأمور الناقصة وعدم محاربتها في أوانها هي التي تعزز الظلم واستمراره والحقوق الإنسانية عبر تاريخ البشرية لم تعط على طبق من ذهب بل أخذت عنوة بالكفاح المنظم وكما جاء في الحديث الشريف: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

ويبدو أن القلوب مثخنة بالجروح وتهدد بالانفجار ويصعب التواصل أحياناً وخصوصاً عندما تكون القوانين والشروط في سن الأمور الحياتية غير واضحة أو صريحة وتحكمها الأهواء الأمزجة!

أن نبذ الخلافات واتحاد الكلمة وتقارب الأفراد والقلوب هي السبل الكفيلة لفرض الحق وكسب المطالب في المهن المرة وأن القلوب الحبلى بالهموم مع اللسان الصامت (الأخرس) لا تفعل حركة الحياة.

إن فولتير وجان جاك روسو وغيرهما من دعائم الكُتاب في فرنسا الذين ساهموا بكتاباتهم الجريئة والتعبير عن حقوق البشر هي التي أدت إلى تحرير سجن الباستيل وتحطيم القيود وحصول الفرنسيين على حريتهم ونمو بلادهم العظيمة على طريق الديمقراطية. و«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد:). وان مشوار الألف ميل يبدأ دائماً بالخطوة الأولى

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1399 - الأربعاء 05 يوليو 2006م الموافق 08 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً