العدد 1399 - الأربعاء 05 يوليو 2006م الموافق 08 جمادى الآخرة 1427هـ

«الجزيرة»... «بعبع» الحكام العرب

لينا زهر الدين لـ «ألوان»:

على رغم أن عملها كمذيعة أخبار رئيسية في قناة «الجزيرة» الفضائية في قطر يفرض عليها كثيراً من «الجدية» في العمل ومتابعة تفاصيل الأخبار من حروب ومعارك وقتل وسياسة واختطاف... إلخ، إلا أنها خارج الإطار الإخباري «شي تاني» مثلما يقولون باللهجة اللبنانية. فهي رقيقة وشفافة جداً و«طيوبة» إلى حدّ أن وصفها بعض زملائها بأنها «نسمة الجزيرة». مزجت بين جمال الشكل والروح، قوة الشخصية والطموح، العلم والثقافة، فكان النجاح حليفها في ميدان الإعلام كما في ميدان الحياة. عملها في «أهم قناة إخبارية عربية لم يوقف تطلعها إلى الأمام، بحثاً عن مزيد من النجاح والتألق والعطاء... حقائق لمسناها على مدى ساعتين من الحوار وفنجانين من القهوة حظينا بها في العاصمة القطرية مع المذيعة اللبنانية لينا زهر الدين التي فتحت قلبها لـ «ألوان».

* من هي لينا زهر الدين؟

- لينـــــا زهر الدين، لبنــــانية من مواليد بيروت ، متزوجة من رجل أعمال لبنــــاني، ولدي طفـــلة اسمها جويل وعمرها أعوام، مجازة في الإعلام والصحافة، بالإضافة إلى إجازة في العلوم السياسية.

* كيف دخلتِ عالم التلفزيون لأول مرة... حدثينا عن البداية؟

- كوني خريجة كلية الإعلام، كان من الطبيعي أن أعمل في مؤسسة إعلامية، فكانت البداية مع راديو وتلفزيون الـ NBN اللبناني، إذ عملت فيه كمذيعة أخبار «في الراديو» لمدة سنتين انتقلت بعدها إلى تلفزيون أبوظبي بعدما علمت- بالصدفة من خلال أحد الأصدقاء - أن التلفزيون بحاجة إلى كوادر صحفية لبنانية. تم اختياري من بين عدد كبير من المترشحات بعدما خضعت لاختبار سريع من القيمين على التلفزيون.

«أبوظبي» عرّفتني مطبخ الأخبار

* ما أبرز المحطات التي توقفت عندها؟

- تجربة تلفزيون أبوظبي كانت أكثر من رائعة ومفيدة بالنسبة لي، عرفتني المطبخ الحقيقي للأخبار وكيفية صناعة وصياغة الخبر علماً أنها لم تكن قناة إخبارية متخصصة لكنها أولت - في الفترة التي عملت بها - حيزاً واسعاً للأخبار. وإضافة إلى ذلك فأبوظبي كانت أول محطة سفر لي خارج لبنــــان لذلك أعتبرها نقطة تحول في حياتي سواء على المستوى الشخصي أو المهني.

* وكيف انتقلتِ إلى «الجزيرة»؟

- انتقالي إلى «الجزيرة» جاء عن طريق زميل يعمل حالياً في القناة، وكنا قد عملنا معا في تلفزيون أبوظبي، اتصل بي على عجل. وقال لي: هل أنت مستعدة للانتقال إلى «الجزيرة»؟ فأجبته على الفور: «نعم ولكن امنحني بعض الوقت لأرتب حاجياتي»... لم يمضِ شهران حتى كنت أتممت إجراءات انتقالي إلى الدوحة.

* ماذا أضافت لكِ قناة إخبارية مهمة كـ «الجزيرة»؟

- عملي في «الجزيرة» يختلف عن عملي في أبوظبي لناحية أن هذه القناة إخبارية مهمتها الأولى والأساسية صناعة الأخبار وتغطية الحوادث في أية لحظة وفي أي مكان وهذا ما يجبر العاملين فيها على البقاء متأهبين لأي خبر وباحثين عن أي معلومة وهذا بحد ذاته خبرة. وقد أكون محظوظة لوجودي في هذا الصرح الإعلامي الكبير، ولكنني حتماً لم أبلغ هدفي بعد ولا أحب الإعلان عما أفكر به، كما في الأثر «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».

* كيف تستعدين لتقديم نشرتك الإخبارية؟ وكيف تتعاملين مع الخبر أو الضيف أثناء تقديم النشرة على الهواء؟

- استعدادي لتقديم النشرة الأساسية يبدأ قبل ساعات تقريباً، ألقي نظرة أولا على العناوين الرئيسية والضيوف المقترحين للنشرة وأبدأ في البحث عن المادة مستعينة بوكالات الأنباء أو الانترنت للحصول على أكبر قدر من المعلومات سواء عن الحدث أو عن الضيف. كما أتباحث وأنسق مع منتج النشرة بخصوص المحاور الأساسية لأي لقاء... العملية ليست سهلة كما يعتقد البعض، فنحن لسنا مجرد شكل جميل يقرأ النشرة ونتقيد بما هو مكتوب فلمذيع «الجزيرة» صلاحيات في إدارة الحوار بعد الاتفاق على محاوره مع المنتج وهذا ما يميز مذيعاً عن آخر. فأنا مثلا لا أتقيد بصياغة أو ترتيب الأسئلة، أستمع إلى الضيف جيدا وكثيرا ما «أصنع» المقابلة بشكل ارتجالي على الهواء.

انتقالي إلى «بي بي سي» العربية وارد

* نشر أكثر من خبر عن انتقالك إلى «العربية»، كذلك فسرت زيارتك الأخيرة إلى لندن على أنها استعددات للانتقال إلى «بي بي سي» العربية التي تجري الاستعدادت لتبث برامجها. ما مدى صحة هذه الأخبار ؟ . هل ستطلقين «الجزيرة»؟

- كنت بالفعل قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى «العربية» ولكن «ما تم النصيب» لأسباب لا أريد الإفصاح عنها. أما عن إمكان انتقالي لقناة الـ «بي بي سي» العربية في لندن فـ «كل شي وارد» أنا لا أستطيع الجزم أنني «سأخلد» في الجزيرة فدوام الحال من المحال... ولكن في حال قررت أن أترك الجزيرة فسيكون ذلك بعد تفكير عميق جداً ومتأن وقائم على حسابات الربح والخسارة وليس لأسباب «انفعالية».

* «الجزيرة» تتعرض باستمرار إلى انتقادات شديدة و«أزمات» في كثير من الأحيان مع دول وحكومات وجهات أخرى رسمية وشعبية ويتهمها البعض بأنها غير حيادية في تغطية بعض القضايا العربية مثلما يجري في العراق، إذ تتهم القناة بأنها تروج للعنف فيه من خلال دعم الجماعات المسلحة؟

- كل مؤسسة في النهاية سواء إعلامية أو غير إعلامية عربية أو غربية لها أجندتها وسياستها الخاصة، وإلا كيف تتوجه إلى الرأي العام من دون سياسة واضحة. و«الجزيرة» لا تفعل أكثر من أنها تقوم ببث الحوادث كما هي. وبما أنك ذكرت العراق، هل تقوم «الجزيرة» بفبركة الأخبار أو الصور قبل بثها للمشاهد مثلاً؟. بالطبع لا، فهي لها مصادر كبقية القنوات تزودها بالصورة والخبر سواء من بغداد أو بعقوبة أو الحديثة أو النجف أو تكريت أو غيرها من المناطق العراقية، ولكن للأسف يجري في العراق قتل وذبح وخطف ودمار، لا نستطيع أن نغير الحقائق ونقول للناس ان العراقيين ينعمون بالأمان والعيش الرغيد.

* «الجزيرة» متهمة بأنها «صنعت» طبقة من «أنصاف» الصحافيين والسياسين والمحللين لأن طروحاتهم تناسب سياسة - «الجزيرة» فقط وليس لأنهم من النخب العربية... ما صحة ذلك؟ «الجزيرة» منبر للجميع، فكما تبرز الرأي المؤيد لقضية ما فإنها تحرص على أن تستضيف في النشرة ذاتها - أو في النشرة التي تليها ان تعذر- محللاً أو ضيفاً يعرض الرأي الآخر والمشاهد حر في الاقتناع بهذا الرأي أو ذاك.

* كيف تنظرين إلى دور الإعلام العربي في الوقت الحاضر؟

- لطالما كان الإعلام سلاحا فعالاً ومؤثرا في الشعوب والأمم وما زاد من أهميته الآن هو تطوره تكنولوجيا وانتشاره حتى بات يصل إلى كل منزل تقريبا. والكلام عن الإعلام لا يعني فقط التلفاز والراديو فالإنترنت لها تأثير كبير في حياتنا اليومية سلباً وإيجاباً... والإعلام في عالمنا العربي بحاجة إلى ضبط وتنظيم وقواعد يجب على الجميع الالتزام بها ولعل فكرة «ميثاق الشرف الصحافي» التي أطلقتها «الجزيرة» تؤسس لإعلام حقيقي بعيد عن المبالغة والتحيز، والأمل في أن يحذو الجميع هذا الحذو. والمطلوب أيضا من الإعلام العربي صناعة الحدث وليس الاكتفاء بوكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية وهذا يعتمد على المراسل الجيد الذي يأتي بالمعلومة من مصادر موثوقة. كما أن وسائل الإعلام مدعوة لئلا تكون بوقاً لبعض الجهات أو الأشخاص فعندما أشاهد بعض الإعلام اللبناني مثلا «وخصوصاً نشرات الأخبار» أشعر برغبة في التقيؤ مع الأسف لما يعتمده هذا الإعلام من أساليب في كيل الشتائم و«نشر الغسيل». والإعلام ليس كله سياسياً، فيجب التركيز على الإعلام الاجتماعي التثقيفي الذي يلامس حياة الناس وأمورهم اليومية وهناك بعض القنوات التي تقدم برامج اجتماعية جيدة كبرنامج «سيرة وانفتحت» على تلفزيون «المستقبل».

المذيعة اللبنانية «أحلى طعم»

* برأيك، ما مدى تأثير «الجزيرة» على هذا الأعلام؟

- كان لـ «الجزيرة» تأثير أساسي وبالغ في كل ما تشهده الساحة الإعلامية من حراك وهياج ان صح التعبير لأن «الجزيرة» كانت «الملهم الأول» للفضائيات الإخبارية التي نشأت أخيراً. كما أنها كسرت الكثير من الحواجز وأسقطت الكثير من «التابوهات» في عالمنا العربي وهذا انجاز بحد ذاته. ولعل إغلاق مكاتب «الجزيرة» في بعض الدول العربية دليل واضح على قوة وتأثير هذه المحطة في المشاهد العربي. ولنتكلم بصراحة فبعض الحكام في الدول العربية رأوا في القناة «بعبعاً» يفضح عوراتهم أمام شعوبهم لذلك قالوا «الباب اللي يجيك منو الريح سدوا واستريح» فما كان منهم، إلا ان أغلقوا مكاتب الجزيرة... هذه ليست «شطارة».

* نعود لعملك في القناة ونسألك... كيف هي العلاقة بين مذيعات «الجزيرة»؟ هل هي علاقة تنافس أم غيرة أم زمالة أم معارك جانبية كبيرة مثلما يقول البعض...أم ماذا؟

- علاقة المذيعات في «الجزيرة» هي خليط مما ذكرت، فهناك التنافس والغيرة وحب الظهور ولكن ليس بالمعنى الذي قد يظنه البعض. فعندما يكون التنافس على تقديم الأفضل يصبح عندئذ عاملاً ايجابياً وليس العكس وكذلك الغيرة. ولكن أعتقد أن مشكلة بعض المذيعات في العالم العربي أن كل واحدة تظن نفسها «أوبرا وينفري» أو أهم منها... وأنها الأفضل والأجمل والأكفأ. وهذا ليس صحيحاً، لأن كل وجه يظهر على الشاشة، وخصوصاً «الجزيرة» له ملايين المعجبين ويستقبل عشرات الرسائل والاتصالات يوميا، هذا ما يحصل معي بشكل يومي وأنا متأكدة أنه يحصل مع فلانة وعلانة ولكن هذا لا يجعلني بالضرورة أعتبر نفسي الأفضل.

* وفي أي بلد لديك فيه معجبون أكثر؟

- أكبر عدد من المعجبين بي أظنه من السعودية وفلسطين وقد أكون مخطئة، فغالبية الرسائل التي تأتيني هي من أشخاص سعوديين وفلسطينيين.

* طيب ما حقيقة ما يقال عن «كمية» عمليات التجميل التي تجريها مذيعات «الجزيرة» ليبدون أصغر سنا وأحلى «طلة»؟

- إذا كان هناك عيب في الوجه أو الجسم فأنا لست ضد إجراء عملية لتحسينه أو تجميله، فجمال الشكل أساسي وبالمناسبة عمليات التجميل قديمة جدا منذ أيام الفراعنة وليست وليدة الأمس ولكنها انتشرت ربما بشكل أوسع الآن نظرا لأهمية الشكل في جذ

العدد 1399 - الأربعاء 05 يوليو 2006م الموافق 08 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً