صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزاء الموقر حفظه الله وأبقاه لنا ذخراً... أرسل لكم نداءً من الطالب المتفوق والمتميز عبدالرحمن الشافعي، والذي وقع عليه الظلم الكبير من وزارة التربية والتعليم، بسبب قرارات داخلية غير صائبة، ومجحفة بحقه وحق الكثير من أبناء مملكة البحرين المتميزين، والذين هم في الواقع أبناؤ كم... يا صاحب السمو الكريم، سأروي لكم قصة هذا الطالب الذي يريد الإنصاف من لدنكم بعد أن لم يجده في الوزارة المعنية...
عبدالرحمن الشافعي هو شاب عمره سنة... متدين ويصلي جميع الفروض في المسجد... طالب متفوق ومتخرج بدرجة الامتياز من مدرسة بيان البحرين... درجاته جميعها في المئة أو ما يقاربها وفي جميع المواد... حاصل على كأس التفوق في غالبية المواد والأنشطة المدرسية... رياضي بارع ومن الدرجة الأولى، وكان يترأس فرق كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة في مدرسته، ما يعني أنه عبقري ورياضي شامل وله جسم رياضي ( ما شاء الله ) وطول فارع...
تخرج هذا الطالب المتفوق من مدرسة بيان البحرين، وصفق له جميع الحضور بحرارة نتيجة حصوله على العلامات المتميزة، وهم يرددون أن البحرين محظوظة بوجود هذا النوع من الطلبة المتفوقين... بعد أن تخرج اتجه إلى إدارة البعثات في وزارة التربية والتعليم وقدم أوراقه التي يتبين فيها مستواه العلمي ويتبين فيها قبوله لدراسة الطب البشري بالكلية الملكية الايرلندية للجراحين في جامعة البحرين الطبية، ويتبين من أوراق قبوله الجامعية أن الكلية التي قبلته للدراسة بها (وهي ممتنة) قد خصمت سنة من سنوات الدراسة، فأصبحت سنوات دراسته خمس سنوات بدلاً من ست، وذلك بسبب تفوقه الدراسي وعلاماته العجيبة في كل المواد...
الطالب عبدالرحمن الشافعي كان متأكداً من حصوله على بعثة تعليمية من وزارة التربية والتعليم، والتي هي من واجبها الصرف على دراسة الطلبة المتفوقين في مملكة البحرين حتى يكونوا فخراً وعماداً لمستقبل بلادهم... ولكن مع الأسف... فإن الوزارة المعنية بشئون التعليم والتدريس في بلادنا هي دائماً (ما تتلكك وتتعكك) وتصدر القرارات العجيبة والغريبة والتي لاترقى إلى مستويات الإقناع والإقتناع... وزارة التربية والتعليم رفضت أن تبتعث هذا الطالب مع أن الدراسة هي في داخل مملكة البحرين وليس خارجها، ومع أن هذا الطالب يعتبر من أبناء البحرين الذين تفتخر البلاد بهم الا أنه لا يعتبر كذلك من قبل الوزارة المعنية بتعليم أبنائنا وتجهيزهم للمستقبل...
الذي يحصل في بلادنا هو أن الدكاترة والأساتذة والاخوان الموجودين في وزارة التربية والتعليم لا يثقون في المدارس الخاصة الموجودة في البحرين، وهم يعتقدون بأن هذه المدارس تعطي العلامات الكبيرة لطلبتها من دون وجه حق، لذلك هم ابتدعوا فكرة امتحان يسمى (السات) ويقدمه جميع الطلبة الذين يطلبون البعثات من الوزارة، وهي توزع وتصنف الطلبة بناء على علاماتهم التي يحصلون عليها من هذا الامتحان... ونحن لنا رأي آخر في هذا الموضوع... لأن الوزارة اتفقت على هذا الكلام مع المدارس من دون إعلام الطلبة أو أولياء الأمور عن أهمية هذا الامتحان البسيط، ولأن الوزارة تريد اختصار مجهود ثلاث سنوات دراسية وتحسب فيها العلامات والنسب التراكمية لكل طالب في امتحان بسيط مدته ساعة واحدة، ولأن بعض الطلبة اعتقدوا بأن هذا الامتحان غير مهم إذا كان المطلوب لقبولهم في الجامعة هو امتحان التوفل... ما يعني أنهم تفاجأوا...
يا صاحب السمو الكريم... إن ابنكم عبدالرحمن الشافعي يتوجه اليكم الآن بعد أن أعيته الحيل وسدت في وجهه أبواب وزارة التربية والتعليم، ولم يقتنع الوزير أو مدير إدارة البعثات بعبقريته ونبوغه... هذا الطالب يا صاحب السمو هو ابنكم وابن بلدكم، وقد جد واجتهد وسهر وذاكر لسنوات طويلة، ومن ثم فهو قد حصل على علامات الامتياز وبدرجات الشرف في جميع المواد، وأمنيته أن يدرس الطب والجراحة لخدمتكم وخدمة المواطنين في بلده، ذكاؤه واجتهاده وعلاماته وحبه لدينه ووطنه تؤهله ليحصل على بعثة دراسية، ولكن العائق الوحيد الذي يقف أمامه هو عدم الاقتناع من وزير التربية والتعليم... وهو الآن يتوجه اليكم... يا سيدي..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ