نقول في رأينا المتواضع وللأمانة إن خير ما قام به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى منذ تسلمه مهمات الأمانة العامة في الجامعة هو إبلاغه لعدد من وزراء الخارجية العرب بالتريث في الدعوة لانعقاد اجتماع طارئ في القاهرة بشأن ما يحدث في الأراضي المحتلة بفلسطين (طبعاً أختها في المصيبة بلاد الرافدين لا بواكي عليها) من عدوان إسرائيلي واسع على البشر والشجر والمدر، وسط صمت مطبق من أبناء جلدتهم العرب، وسبب التريث الذي دعا إليه موسى وكما يراه انه لا فائدة من ذلك مادام مجلس الأمن ضد أي طرح عربي ووقوفه الدائم مع «إسرائيل» في كل شيء من دون أي تحفظ أو اعتراض.
فنحن حقيقة ومن خلال هذه الدعوة الواقعية والصريحة والجريئة -إن صح الخبر- نحتاج إلى المسئولين من هذه الشاكلة الذين يصارحون أنفسهم وشعوبهم.
حقيقة أضم صوتي مع الأمين العام، لماذا هذه الكلف الباهظة من عقد المؤتمرات وما يصاحبها من حجز التذاكر والفنادق التي تعانق السماء والحراسة المفرطة - التي ترهب شعوبنا وهي أحوج لهذه الفزعة الأمنية لحفظ مصالحها - وتعطيل الشوارع وإرباك حركة السير وقطع البرامج التلفزيونية والمسلسلات من أجل مؤتمر أعد بيانه قبل شهر من انعقاده، ويبقى البث طوال الوقت وصل فلان ونزل من الطائرة فلان ووطئ فلان بقدمه على السجاد الأحمر وهكذا دواليك، وتأخذ القصة المملة من صفحات صحفنا مساحات كبيرة، والنتيجة محسومة ومعروفة مسبقاً ( صفر في صفر)، ويعودون لديارهم سالمين غانمين بالهدايا من دون خفي حنين. فلذلك ندعو أيضا موسى أن يسعى لحل الجامعة العربية ويريح نفسه ويريح الأمة العربية المرهقة والمتعبة من كثرة قراءة البيانات الطويلة، ولنقف على بوابة الأمم المتحدة صباحاً ومساء نشحذ ونتوسل من الأميركان وورفاقها الكبار كي يعطفوا علينا ويتبرعوا بالمسح على أذيال ابنهم المدلل «إسرائيل» كي ينسحب شبراً واحداً ما تبقى من أرض كانت تسمى «فلسطين»
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ