كثير الأسئلة تشغل فكر الرياضيين في البحرين وأهمها ما هو المستفاد من نهائيات كأس العالم ؟ والذي لم يتبق منه الكثير إلا أيام، وما الذي يمكننا نحن في المملكة أن نستفيد منه في حركتنا الرياضية؟

هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور حديثنا عن المقدار الذي استفادت منه الاتحادات الرياضية بمختلف أشكالها وخصوصا الألعاب الجماعية منها تنظيم مسابقاتها الرئيسية التي تعد المظهر الحقيقي لجمال أو عكسه لرياضتنا الطويلة العقود.

ولعل أبرز المستفاد هو التنظيم المبكر للقرعة أو الجدول أو شكل المسابقة والكثير في هذا المحور، ونحن الذين نعاني حتى وقتنا هذا من الصيام غير المفهوم لمسئولي الاتحادات لوضع البرمجة النهائية لمسابقات للموسم المقبل تحت تصرف الأندية التي تعاني في كل موسم من عدم وضوح روزنامة كل اتحاد على حدة، ونحن المعروفون بتفضيلنا اللعب في «الوقت الضائع».

جدول وقرعة كأس العالم والتي وضعت قبل أكثر من نصف السنة من افتتاح المونديال في التاسع من يونيو /حزيران الماضي، يجب أن تكون درسا لجميع الاتحادات في كيفية إنهاء مثل هذه المسائل منذ فترة طويلة، ولست هنا أقول انه يجب أن نكون كمنظمي كأس العالم الذين تفرغوا فقط لبرمجة كأس العالم، ولكني أكد أننا على قدر كبير من الوعي لكي نفهم ما معنا الإعداد المسبق لمسابقاتنا المحلية لكي تظهر بمظهرها اللائق.

وربما يمكننا أن نضع اتحاد السلة على رغم تأخره في إقرار البرمجة والروزنامة للموسم المقبل، مثلا يحتذى به، فهو قدم مواعيد برامجه بعد نهاية موسمه الماضي بأيام فقط، وذلك في شهر إبريل / نيسان الماضي، واعتقد أنه لولا مشكلة التجنيس والأندية المتضامنة لكانت البرمجة قد أقرت، وهو ما يتطلب من مسئولي الاتحاد الإسراع في ذلك وخصوصا أن الموسم المقبل سيكون على الأبواب إذ لم يتبق منه أكثر من شهرين وهو موعد غير كاف للإعداد بالنسبة إلى الأندية التي تريد المنافسة على اللقب، ولا يمكننا أن نغفل مطالبة الأندية نفسها بالتجاوب مع ذلك لا سيما انها لم ترد بتصوراتها سوى ناد واحد، وهذا يعد فشلا آخر في رياضتنا.

اتحاد كرة القدم هو الآخر وضع برمجته تحت تصرف الأندية التي مازالت تأخذ وتعطي مع الاتحاد الذي كون مشكورا لجاناً لمناقشة أطروحات ومقترحات الأندية التي سيكون البرنامج الموضوع مهما لها في الأساس وهي ستكون مطالبة أيضا بالوعي التام في إقرار البرمجة التي تعطي الفائدة المرجوة إلى مسابقاتنا صاحبة الشعبية الأولى، وخصوصا مع وجود بعض الكلام على مواعيد وطريقة النظام الذي يريد الاتحاد تطبيقه في موسمه الجديد وخصوصا في البدء بالدوري الممتاز شريطة أن تكون الدورة التنشيطية في منتصفه، وهو ما يعد فشلا للمسابقة الأم والتي ستكون هي التنشيطية للبطولة التنشيطية.

وكذلك اتحادا الطائرة وكرة اليد اللذان من المفترض وزعا جداول مسابقاتهما للموسم الجديد مع التأكيد على ضرورة أن يبتعدا عن أسلوب «الجدول تلو الجدول وتغيير بعد تغيير» الذي شهده الموسم الماضي وهو ما أثر سلبا على النواحي التنظيمية لبروز المسابقات الأم، وهنا يجب التركيز على ضرورة ألا يكون الإعداد للبطولة العربية للكرة الطائرة أو احتضان إحدى جولات الكرة الشاطئية العالمية أو البطولة الدولية الرباعية لليد وكأس العالم للناشئين لاهياً للاتحادات المعنية عن الإعداد المبكر للمسابقات المحلية الأهم