لم يكن أفضل لاعب وسط انجبته البرازيل سقراط مبالغاً عندما رشح البرازيل للخروج خالي الوفاض في مونديال ألمانيا الحالي، وكان حدسه قوياً مثلما كان لاعباً ماهراً.
قال سقراط في مقابلة طويلة أجرتها معه مجلة «دير شبيغل» نشره «الوسط الرياضي» في عددها قبل المونديال: «ان الكرة البرازيلية مطالبة بعودة سحرها القديم حتى لو كان على حساب فقدان البطولة، لأنه كان يشعر ان اللعب على أرض اوروبية من الصعب الفوز بها، إذ اعلن مسبقاً ان البطولة اوروبية مهما كانت الاسباب وكان يعلم ان اللاعبين الحاليين غير مؤهلين لا لعباً ولا لقباً».
وكان يهدف سقراط من كلامه ان اللعب الجميل قد ولى ولم يعد له مكاناً من ساحة وسط الميدان الذي تغنى كثيراً إبان عهده وزميله زيكو ومن خلفه فالكاو وجونيور وادير والقائمة تطول.
ليس غريباً أن تفقد البرازيل اللقب، ولكن الغرابة ان تخسر اللقب واللعب معاً. لقد تمادى مدرب الفريق البرازيلي كارلوس البريرا كثيراً في طريقة لعبه واختياره للاعبين وما اعترافه الاخير إلا خير دليل ولكن بعد فوات الاوان اذ اعتمد على النسخة القديمة مع علمه بتقدم سن لاعبيه. لقد اعتقدت وبالغت الصحافة البرازيلية كثيراً قبل المونديال عندما اعلنت ان البطولة في طريقها إلى النجمة السادسة في سماء الكرة البرازيلية لتكون الكأس السادس، وهو سبب كبير جداً في خسارة فريقها البطولة، إذ سبب ذلك ضغطاً كبيراً ومتواصلاً على اداء لاعبي البرازيل الذين تساقطوا واحداً تلو الاخر بما فيهم أفضل لاعب لموسمين متتاليين رونالدينهو، والاخير لم يجد ضالته حتى في هدف يكون على الاقل البصمة الوحيدة له في المونديال ولكن جاءت (الرياح كلها) عكسية على البرازيل واللاعبين جميعهم.
ويخطئ من يعتقد ان الكرة الاوروبية بفرقها الكبيرة ايطاليا وفرنسا والمانيا حتى انجلترا وهولندا والبرتغال غير قادرة على هزيمة افضل فريق في العالم البرازيل او منافسها اللدود الارجنتين وان كانت الاخيرة افضل حالاً من جارتها البرازيل في المونديال، بل كان الارجنتينيون الاقرب إلى نيل اللقب لو تعدوا صاحب الارض.
نعم، هللت الصحافة البرازيلية بوصول هدافها رونالدو إلى المرتبة الاولى في قائمة افضل لاعب في العالم تهديفاً... ما فائدة ذلك إلى الفريق البرازيلي وجماهيره... هذا رقم شخصي لا يقدم ولا يؤخر للفريق شيئاً، بل لو ركز اللاعبون على اللعب الجماعي المعروف عن البرازيل والفن الممزوج بالمهارات والحركات الكروية الجميلة... اقول ذلك لو حصل فإن حتى الخروج لن يكون له تأثير مثلما حدث... خروج البرازيل بهذه الطريقة المحزنة يحدث لاول مرة في تاريخ مشاركتها كلها، اذ لم يلعب الفريق مبارياته الخمس بصورة طبيعية، فحتى الفوز كان من دون طعم ولا رائحة.
هل يعقل ان يضم الفريق افضل لاعب في العالم لا تكون له حتى لمسة واحدة من تمريرة او هدف من كرة ثابتة او حتى من ركلة جزاء. رونالدينهو سيكون هذا الخروج كابوساً مخيفاً لك حتى مشاركتك في سن الثلاثين في المونديال المقبل... هذا اذا شارك فعلاً. واخيراً... من يحترم الفرق الاخرى يكون فعلاً بطلاً حقيقياً وغير ذلك فان الهزيمة يستحقها وهذا ما كان عليه البرازيليون... وصدق حدس سقراط اللاعب والمفكر والطبيب
العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ