طلبة من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا... عقول شابة مبدعة وطموحة من مختلف أنحاء العالم ومن جامعاته العريقة في ميادين البحوث المختلفة، التقوا في ولاية واشنطن الأميركية وبحضور رئيس شركة مايكروسوفت، بل غيتس في مطلع هذا الشهر للتنافس في ميدان التقنيات. والتحدي المطروح أمام أولئك الشباب من الجنسين، هو اختراع تقنية يكون لها تأثير ما على احدى المشكلات الصحية التي تواجه العالم. بل غيتس كان معجباً بما رآه في تلك المسابقة، ونقلت إذاعة صوت أميركا قوله «عندما نجمع العقول الذكية في مكان واحد، ونمكنهم من استخدام أحدث المصادر، ونمدهم بالمصادر الصحيحة والمناسبة، ونمنحهم الوقت، ونحن نتكلم هنا عن عقود من الزمان، فإن مشافاة تلك الأمراض وإحداث النقلة التعليمية يصبحان أمراً ممكناً».
فاز في تلك المسابقة أحد طلبة جامعة فيرجينيا كومونولث (Virginia Commonwealth University) بروكس هولر، الذي قال «أنا على ثقة من أن كل من شارك هنا كان يحدوه الأمل في الفوز بالجائزة، لكننا أيضاً نطمح في أن يكون لما نقوم به تأثيره المطلوب على أرض الواقع، إن لم يكن بالمنتج الذي شارك به اليوم في هذه المسابقة، فلربما بمنتج آخر سيعمل على تطويره في المستقبل». تنوعت الأعمال والمنتجات التي تقدمت بها تلك العقول الشابة ممن لم تتجاوز أعمارها الخمس وعشرين ربيعاً، بين حواسيب الجيب، وبرمجيات الحاسوب إلى نظارات تخيليلة. المنتج الفائز كان عبارة عن حاسوب جيب من اختراع بروكس هولر وزميلته يقوم بربط المريض مع الطبيب الذي يعالجه. إذ يبيح نظام بوكيت دوك (PocketDoc System) لكل من المريض والطبيب من التعاون على خطوات العلاج من خلال تزويد المريض بمنبه وإرشادات تفصيلية تقوده خطوة بخطوة وبمنتهى السهولة والمرونة لتنفيذ متطلبات العلاج. وسيمثل الفائزون الولايات المتحدة في نهائيات هذه المسابقة العالمية التي ستمولها شركة مايكروسوفت وستقام في نيودلهي في أغسطس/ آب المقبل.
ما يلفت النظر هنا هو الأمور الآتية:
لم نسمع عن هذه المنافسة على رغم الحضور المباشر والمكثف لشركة مايكروسوفت في منطقة الشرق الأوسط والأنشطة الكثيرة التي ترعاها الشركة في هذه المنطقة. لم يحضر المنافسة وزير أو أحد المسئولين في الولايات المتحدة لكن حضرها، من الشخصيات المهمة، بل غيتس فقط، وفي ذلك الكثير من المنطق نظراً إلى طبيعة المسابقة وموضوعها ناهيك عن كون مايكروسوفت الراعية الرسمية بها على النطاق الدولي، ناهيك عن علاقة الموضوع بمؤسسة غيتس الخيرية.
فهل نطلب من مايكروسوفت أن تحيط الجهات المعنية العربية وذات العلاقة علما بمثل هذه الفعاليات من أجل المشاركة عندما تتوافر الأهلية والكفاءة؟ وهل ننزع من أذهاننا مسلمة أن مستوى ودرجة نجاح أية فعالية مرتبط ويقاس بمستوى الشخصية التي تفتتحها؟
كلا الأمرين في غاية السهولة ولا يحتاج أي منهما إلى الكثير من التفكير والتدبير
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ