تحدثنا في الأسبوع الماضي عن جانب من التجاوزات التي يتعرض لها العمال الأجانب في البحرين. وتشمل هذه الإهانات: () عدم حصول بعضهم على أجورهم لفترة طويلة، () العمل لساعات طويلة تزيد عن ساعات في اليوم الواحد () قيام بعض المؤسسات بزج عدد كبير منهم في غرفة واحدة مزودة بحمام واحد. بالمقابل، أشدنا باقتراح وزارة العمل القاضي بإيقاف العمل في فترة الظهيرة في قطاع الإنشاء في فصل الصيف بسب الحر. المؤكد أن الحاجة ماسة إلى محاربة ظاهرة استغلال العمال الأجانب.

تكملة للحديث، نرى من الضرورة بمكان الإشارة إلى سلبيات الحضور غير الطبيعي للعمال والرعايا الأجانب في بلادنا. وحجتنا في ذلك أنه ليس بمقدور مملكة البحرين، ذات القدرات المحدودة، أن تحتضن هذا الزخم الكبير من الأجانب. فبحسب آخر الإحصاءات الرسمية، يشكل الأجانب في المئة من السكان. أيضاً يمثل العمال الأجانب في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص.

% من السكان

بلغ عدد السكان في نهاية العام تحديداً بزيادة فرداً عن العام . شكل المواطنون ألفاً أي في المئة من عدد السكان. بالمقابل بلغ عدد الأجانب نحو ألف فرد أي في المئة من السكان. بالعودة إلى عقود مضت شكل الأجانب نحو في المئة من السكان في العام وارتفعت النسبة إلى في المئة في العام ثم إلى في المئة في العام ولم تتغير النسبة بشكل جوهري منذ ذلك التاريخ ما يعني استقرار التمثيل الأجنبي بين السكان في الإحصاءات الرسمية.

يبقى أن الرقم الحقيقي للأجانب ربما يكون أكثر بكثير من المعلن. ومرجعنا في ذلك تصريح منسوب لوزيرة الصحة، ندى الحفاظ، مفاده بأن هناك ألف أجنبي في البلاد. وجاء كلام الوزيرة ضمن محاضرة عن الصعوبات التي تواجه وزارة الصحة إذ إن جانباً منها يعود إلى الرعايا الأجانب.

قدر حجم النمو السكاني الكلي للعام بـ , في المئة، بيد أنه بلغت نسبة النمو , في المئة لدى أفراد الشعب البحريني مقابل , في المئة عند الأجانب. بمعنى آخر للأجانب دور رئيسي في مستوى النمو السنوي للسكان. وتعتبر هذه المسألة حيوية في ظل وجود بعض التحديات مثل البطالة والأجور المتدنية (إذ إن تقبل العمال الأجانب لرواتب متدنية دفع بمستويات الأجور إلى الأسفل) فضلاً عن توفير البنية التحتية مثل المباني والشوارع والكهرباء والماء.

زيادة الكثافة السكانية

كما أن للأجانب دوراً في زيادة الكثافة السكانية. فعند تقسيم عدد السكان ( آلاف نسمة) على مساحة البحرين ( كيلومتراً مربعاً) يتبين لنا أن الكثافة السكانية في حدود فرداً للكيلومتر المربع الواحد. وتعتبر هذه النسبة واحدة من أعلى النسب في العالم بعد بعض المناطق مثل سنغافورة وهونغ كونغ. بل إن الكثافة السكانية في البحرين عالية حتى من دون الأجانب ( أفراد للكيلومتر المربع الواحد). أما على مستوى دول مجلس التعاون فيلاحظ أن الكثافة السكانية تقف في حدود فرداً للكيلومتر المربع الواحد في دولة قطر وهي ثاني اصغر دولة في مجلس التعاون الخليجي فضلاً عن فرداً للكيلومتر المربع الواحد في المملكة العربية السعودية والتي بدورها أكبر بلد في المنطقة.

التأثير السلبي على الديمغرافية

يلاحظ أن من أصل آلاف نسمة في العام بلغ عدد الذكور نحو آلاف فرد مقارنة بنحو ألف عدد الإناث. وعليه فإن الذكور هم الغالبية في البحرين في الوقت الحاضر إذ يمثلون نحو في المئة من السكان. وإذا كان هناك من سبب فهو بالتأكيد كثرة الأجانب من الذكور. استناداً لأرقام العام شكل الذكور نحو في المئة من السكان الأجانب الأمر الذي يخل بالتوازن الديمغرافي للبلاد. المعروف أن الأجانب الذكور يأتون إلى البحرين للعمل لغرض تأمين لقمة العيش لأحبتهم في أوطانهم.

يذكر أن من أصل ألف بحريني هناك ألفاً من الذكور مقارنة بـ ألفاً من الإناث ما يعني عدم وجود اختلاف فعلي بين الجنسين في أوساط المواطنين (المشهور عند الناس أن الإناث أكثر من الذكور في أوساط المواطنين وهو أمر غير صحيح). لاشك أن وجود الأجانب الذكور على حساب الإناث يثير جملة من التحديات الأخرى فيما يخص الوضع النفسي لهؤلاء وتداعيات ذلك على السلم الاجتماعي في بلادنا.

الغالبية في القوى العاملة

استناداً للأرقام الصادرة من الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمنشورة في نشرة المؤشرات الاقتصادية الصادرة من مؤسسة نقد البحرين، فقد بلغ عدد أفراد القوى العاملة فرداً في القطاع الخاص في العام . وتنقسم العمالة في القطاع الخاص على النحو الآتي: عمالة وافدة و عمالة محلية. بمعنى آخر، يشكل العمال الأجانب في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص. بالمقابل، شكل الأجانب في المئة من العاملين في القطاع العام لكن لا يمكن الاعتماد على هذه الأرقام لأنها تشير إلى العاملين في الدوائر المدنية من دون الأجهزة الأمنية والعسكرية. للحديث صلة غداً (الخميس)