كعادتنا نحن العرب نبكي على اللبن المسكوب، ففي مشاركاتنا العربية التي بدأت منذ كأس العالم الثانية في إيطاليا 1934 من خلال منتخب مصر لم يحقق أي منتخب ما يصبو إليه عشاق وجماهير الكرة العربية. مشاركتان رفعت أسهم الكرة العربية وشرفتنا كثيرا، منتخب المغرب في مونديال 1986 في المكسيك ومنتخب السعودية في مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية عندما وصل المنتخبان العربيان إلى الدور ثمن النهائي.
عداتلك المشاركتين لم نر ما يدعو إلى الفخر سوى بعض النتائج الجيدة في المباريات مثل تعادل منتخب تونس مع ألمانيا في مونديال المكسيك 1978، وكذلك فوز الجزائر على ألمانيا في مونديال اسبانيا 1982. في المونديال الحالي ضاع الحلم العربي ولم يحقق منتخبا تونس والسعودية شيئا يذكر وأعتقد بأن مباراتيهما الأولى في البطولة التي جمعتهما البعض في غير صالحهما إذ انها قلمت أظافرهما بالتعادل، لتأتي الجولة الثانية وتقصم ظهريهما بنتيجتين قاسيتين ليتأزم الوضع في الجولة الثالثة التي لم تظف إليهما شيئا.
وظهر الفريقان مرتبكين في كل الخطوط وخصوصا خط الدفاع، كما ظهر الفريقان بلا أداء ولا روح وكذلك من دون تكتيك أو أسلوب، وقد خدعت المواجهة العربية بينهما في الجولة الأولى الكثير من الجماهير العربية وكال الكثير من الإعلاميين المديح وخصوصا للمنتخب السعودي ومدى قدرته على المضي في البطولة كثيرا وتناسوا بأن اللقاءات العربية لها خصوصيتها و لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنتائجها. نأتي إلى لب الموضوع (الزبدة) وهو العقلية التي يتمتع بها اللاعبون العرب وضعف ثقافة المنافسة والهدف الذي من أجله نشارك في المونديال. فواقعنا وراء هذه الانتكاسة الكروية في كؤوس العالم وهذه هي الكارثة الكبرى في الكرة العربية عامة.
فمعظم منتخباتنا لا تملك رؤية بشأن مدى قدرتها على تخطي الأدوار الأولى، وثقافة اللاعبين العرب معدومة في هذا الجانب ولا يستطيع أي مدرب مهما كان قدره وشأنه أن يخلق منتخبا قادرا على هزيمة الثقافة الأوروبية طالما لاعبونا يلعبون في مسابقات عاجزة عن تحقيق طموحاتهم ولا توفر لهم الاحتكاك القوي. نعم لاعبو منتخبات الشمال الأفريقي (تونس والمغرب والجزائر) الكثير منهم يلعبون في الدوريات الأوروبية إلا أنهم إما يكونون على مقاعد الاحتياط أوانهم في أندية لا ذكر لها أو لا وجود لها على خريطة الدول الأوروبية. ألا نتعلم من الدرس ونستفيد منه!، نحن نأمل في تحقيق إنجاز أو نتيجة مشرفة بالوصول إلى الأدوار الثانية من المونديال، إلا أنه شتان الفارق بين تفكيرنا وتفكير الغرب وهذه أزمة حقيقية نعاني منها في الرياضة العربية والسبب معروف بالطبع وهو أننا عاطفيون من الدرجة الأولى. نعم في هذا المونديال تواصل الخذلان للكرة العربية ونحن نتحسر على منتخب نسور قرطاج وخصوصا إذا ما تذكرنا أول فوز عربي في المونديال كان على يد تونس العام 1978 في الأراضي الأرجنتينية على المكسيك، وكذلك نتحسر على الصقور ونتذكر إبداعات سعيد العويران في مونديال أميركا وهدفه الجميل في مرمى بلجيكا الذي صنف من أجمل أهداف نهائيات كأس العالم
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ