العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ

الخصومة في المعارضة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لا يكون الصراع قابلاً للفهم إلا انطلاقاً من تنظيم معين للمجتمع، نفهم تنظيم المجتمع فنفهم لعبة الصراع فيه، ويلعب الانتماء إلى مجموعة ما فرض خيارات البقاء أو التغيير وفقاً للمصالح داخل هذه اللعبة، وهذه المصالح تتضح من خلال تقسيم التنظيم الاجتماعي وما يفرضه من إحداثات ومتطلبات ووظائف ومكتسبات.

وداخل هذه الأحجية تنشأ الخصومات، التي تتشكل في ثلاثة نماذج، النموذج الأول هو خصومات الكبت، وتمثيلها الطمع بين الفقراء والأغنياء، والنموذج الثاني هو خصومات التبعية ومثالها العلاقات بين البائعين والمشترين، وأخيراً خصومات التنافس ومثالها ما يجري داخل منظومة اجتماعية واحدة، تحت ضغط مصالح متضاربة تارة تكون واقعية، وفرضية تارة أخرى، وتمثل حركة «حق» باعتبارها خصومة من النمط الثالث لأنواع الخصومات.

لا أقرأ «حق» باعتبارها خصومة مع الدولة بقدر ما أفهمها باعتبارها خصومة مع المعارضة والتحالف الرباعي، فمشيمع لم ينشق حين أقرت الحكومة قانون الجمعيات السياسية، بل انشق حين وافقت الجمعيات على الانضمام إليه.

نستطيع قراءة «حق» في ظروف نشأتها الأولى وتكيفها السياسي من أبعاد عدة، منها: بعد المقاربة النفسية في نموذج ُّمهفىِ: المسألة الكاريزمية في «حسن مشيمع» أو «السنقيس»، وفي هذا النموذج حديث قد يجر علينا اختلافات التأويل، فنتجنبه حفاظاً على مهنية خطابنا الإعلامي، فنحن لا نحاسب «النيات»!

أما البعد الثاني: فهو بعد المقاربة الاجتماعية في نموذج َىمََُّّممْا: ويتضمن وهو ما بدأنا به هذا المقال باعتبار «حق» انشقاقاً صرعياً داخل منظومة المعارضة أو مجتمعها. ويبقى البعد الأخير، وهو بعد المقاربة المعرفية وفق نموذج ْمهْمق أو وفق نموذج ََفًٍكٌِّ وتتضمن محاولة فهمنا لفلسفة «حق»، وفي الحقيقة، «حق» لم تستطع ان تلعب لعبة الخطاب السياسي المعرفي، ولم يتأت لها ذلك، «حق» بدأت لعبتها السياسية بمنهج خطابي «دفاعي»، هذا ما جعلها عاجزة عن أن تعطي لنفسها مركزية معرفية نستطيع أن نفهمها من خلالها، وعليه كانت «حق» ومازالت حالاً من اللامعنى إلا في اعتبارها انشقاقاً اجتماعياً عن جسم المعارضة ومجتمعها، ولعلها حال من المراهقة السياسية.

صحيح أن فرص «حق» تبدو جيدة في حال أخفقت المعارضة في البرلمان، إذ ما تخسره المعارضة من رصيد شعبي يكون مصدر تغذية مباشر لـ «حق»، إلا أنها اليوم تبدو عاجزة في مستوى إقناع الشارع، والدليل أنها «خائفة» من أن تعلن عن نفسها بجرأة.

يعتمد بورديو في تأويلة للقوة اللاتعبيرية للخطاب السياسي على اعتبارها «سلطة» منفردة وفقاً للمفهوم الفُوكَوي، ومن أبرز هذه التأثيرات هي نشوء سلطة الكاريزما، يتمتع مشيمع نسبيا بقوة الخطاب السياسي، لذلك كان له أن ينجح في تأسيس «سلطة» معتبرة داخل «الوفاق» أولاً، ثم كان من عليه

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً