ليس من الغرابة ان تخسر البرازيل ولكن ان تخرج من دون ان تمتع الجماهير بمهاراتها العالية وابداعاتها السحرية عبر المداعبة بالكرة مع انغام السامبا التي سحرت أعين الناظرين واجبرتهم على متابعة الابداع البرازيلي بالترقب الكبير لها في كل مونديال جديد لهذا الاسد الذي لم يهدأ زئيره طوال البطولات الماضية فذلك ما لم يكن في الحسبان.
قد تغيب البرازيل عن معانقة اللقب المونديالي ولكن لا تغيب شمسها عن انظار عشاقها والجماهير الرياضية إثر اللمسات الابداعية والامكانات الفنية العالية، فهناك أكثر من مونديال عليت فيه رايات السامبا خفاقه عاليه بطعم الفن في التكتيك والفنيات المهارية.
ففي مونديال (اسبانيا) و (المكسيك) و (ايطاليا) قدمت البرازيل عروضاً سحرية تراقصت الكرة من بين اقدام نجوم السامبا فحارت لها الفرق المنافسة حتى عجزت عن مجاراتها وفرضت تلك النجوم كلمتها على الاستحواذ بالتألق غير المسبوق فتلاحقت الجماهير مسرعة لها لانتزاع حق الذكريات منها ولو بتوقيع على ورقة نتيجة ذلك السحر الذي اعجب الاعداد قبل الاصدقاء حتى صار يطلق عليه البطل غير المتوج.
فالجماهير يومها خرجت متأسفة ومتحسرة لذلك الخروج المرّ ولكن العروض القوية والابداعات السحرية كانت البلسم لتلك الجراحات فهونت عليها آثار الخروج من الادوار الثانية. وصارت الجماهير الرياضية وغيرها تنتظر قدوم كل مونديال لترى السحر الخلاب والابداع الجذاب لترقص قلوبها على ايقاع فن السامبا المثير.
ولكن نسأل ماذا عن مونديال هل نستطيع ان نطلق عليه كما اطلقنا عليه في البطولات السابقة وهل هذا البرازيل الذي تخاف من اسمه الفرق الاخرى ويهاب تاريخه المنافسون له؟ وهل كان اسداً يفترس من يقف في طريقه بخطفات كراته المباغتة التي نال منها ما اراد.
في هذا المونديال افتقدنا الرقص الفني والابداع السحري والمهارات العالية والانتظام التكتيكي لذلك البطل الذي دخل من أجل النجمة السادسة ولكنه خابت آماله وظنونه عندما كان كالحمل الوديع يخرج من مباراة إلى أخرى وانفاسه تكاد ان تخمد لولا لدغات مباغتة أعادت الكبرياء للأصفر ولكن موقعة الديوك كشفت أن الاصفر تحول في المستطيل الاخضر حملاً وديعاً وصار كالهباء المنثور لا حول ولا قوة له، فتاهت نجومه وغابت شمسهم وكأنهم يلعبون لأول مرة فصار زيدان المتوهج يتلاعب بنجوم السامبا ويجعلهم كالرماد متوجاً فريقه بكرة رائعة طار لها الثعلب هنري بكرة طائرة ليقضي على آمال وطموحات نجوم السامبا ليؤكد ان البرازيل في هذا المونديال كان خارج النص ولا يستحق ان يواصل مسيرته نحو احراز اللقب فكان خروجه متوقعاً اثر المستوى الفني الهابط الذي كان عليه أكثر من نجم وخصوصاً الساحر رونالدينهو الذي غاب تماماً عن هذا المونديال فغابت السامبا عن سحرها الجذاب والله يعين البرازيليين على وقع هذا الاخفاق الكبير حتى يعود الاصفر إلى واقعة الطبيعي السابق. ولن يكون ذلك إلا بالغربلة الشاملة والتغيير الكبير لشكل الفريق وخروج الكثير من النجوم الذين كانوا عبئاً ثقيلاً على الفريق حتى يعود الاصفر كما نعرفه ساحراً ممتعاً يجذب القلوب إليه هذا ما نأمله سريعاً
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ