العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ

مرتزقة!

ضياء ضياء الدين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يصطف الكثير من الصحافيين في الكويت أثناء الانتخابات النيابية الى (زمر خماسية)، يباشر أحدهم إدارة الأعمال باتفاقات بعضها مزور وبعضها حقيقي تبعاً للنفوذ التحريري لدى المجموعة في الصحيفة.

والزمر الخماسية هي عبارة عن مجموعات من خمسة محررين من كل صحيفة يومية محرر، يقوم أحدهم بالاتفاق مع المرشحين لعمل التغطيات الصحافية، والترويج الإعلامي.

بعض هذه الاتفاقات تشمل ترويج الاشاعات لصالح المرشح، أو رد الاشاعات عن المرشح، وعمل تحليلات صحافية عن الدائرة الانتخابية بما يخدم المرشح المعني، وأيضاً التدخل في نتائج الاستبانات الصحافية، وتركيز بعض المانشيتات الصحافية بما يخدم المرشح وقد يضر المنافس في الدائرة نفسها!

وهذه التغطيات تتفاوت بحسب قيمة الصفقة بين الطرفين، فهي تبتدئ من دينار وقد تصل الى ألف دينار في بعض الحالات، وهناك أيضاً بعض الاتفاقات الجزئية، كنشر تحليل انتخابي لصالح المرشح بقيمة معينة، وانزال خبر أو مانشيت في الصفحة الأولى مقابل مبلغ معين، وما الى ذلك...

وما يعزز الاتفاقات عادة هو حجم الإعلانات التي يخص بها المرشح الصحيفة، فتبعاً لكمية وحجم الإعلانات التي يقوم بها المرشح، تقوم الصحيفة بفتح المجال له لنشر التغطيات عن نشاطه الانتخابي.

كنت في اللجنة الإعلامية لأحد المرشحين وكان النقاش بين مدير اللجنة والصحافي ممثل إحدى الزمر الخماسية، فكان مدير اللجنة يطلب إبراز مرشحه في الصفحة الأولى، فقال له الصحافي، نحتاج الى تصريح فيه قنبلة، فأجابه مدير اللجنة نعمل قنبلة... ماذا يمكن ان نصرح؟ هل تريد ان يسب المرشح رئيس الحكومة؟ يسبه اذا كان هذا يجعله يتصدر واجهات الصحف اليومية!

من جانب آخر، فإن إدارات التحرير في الصحف اليومية أيضاً تتدخل في الكثير من التغطيات الصحافية، فتجد الصحف تنقسم في الانتخابات الى اتجاهات، كل يحاول أن يبرز ويركز على الاتجاه الذي يتبناه، وأسوأ ما تشهده الصحافة أثناء الانتخابات هو تلك التوقعات قبل يوم الانتخاب، والتي تحاول التأثير على رأي الناخب، من خلال إبراز الأقوياء بحسب ما تراه إدارة التحرير في الصحيفة!

والواضح أن الكويت تغيب عنها الاستطلاعات الشفافة والتي تقوم بها جهات أو مؤسسات محايدة، بل حتى تلك التي ظهرت باسم نزاهة أو شفافية فهي جهات متفرعة عن قوى سياسية مشاركة في العملية الانتخابية.

استطيع القول بالفم المليان إن الصحافة الكويتية تنحرف أثناء الانتخابات البرلمانية عن الحياد، وتصبح الموضوعية حديثاً خرافياً ليس له واقع، وتسيطر على التوجهات العامة للصحف المصالح والدنانير التي تغدق على المحررين في الصحف، وتتحول الاتجاهات العامة للصحافة اليومية الى دعم مرشحين واتجاهات، مع ان جميع الصحف اليومية في الكويت هي خاصة وليست حزبية أو حكومية

العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً