الساعة لا تكاد تمر في ذلك اليوم الثقيل على الشباب الذي اعتاد على مشاهدة مباريات كأس العالم حتى منتصف الليل... الثانية عشرة ليلا في ليلة خميس مملة، وكان مجموعة من الشباب يجلسون في مطعم يأكلون ويتبادلون الأحاديث في محاولة يائسة لقتل الوقت، وكأن القدر كافأهم على جلوسهم في المطعم ليكونوا شاهدين على أغرب عملية سرقة!
المطعم يقع بالقرب من أحد الأسواق، وبينما كان «الربع» في هرج ومرج، مرت سيارة نزل منها ثلاثة شباب أخذوا يتفحصون الكراتين الموضوعة عند بوابة أحد محلات بيع الخضار والفواكه، وعندما انتهوا من التفحص رجعوا إلى السيارة بسرعة وغادروا المكان.
ولعل المشهد كان غريبا بعض الشيء إلا أنه لم يستحوذ على انتباه الشباب الذين سرعان ما عادوا لتناول «المقسوم» قبل أن يبرد وتذهب نقودهم «بلاش»... السيارة تعود من جديد، وحينها ترك «الربع» ما على الطاولة وتفرغوا لمراقبة المشهد الذي ازداد «الأكشن» فيه بعد أن أخذ من في السيارة في تحميل أكبر عدد ممكن من الكراتين، وخلال دقائق معدود «انترست» السيارة وهموا بالهرب بما حملوه.
وخلال ثوان معدودة، كان رجال الشرطة في انتظار «حرامية الكوارتين»، إذ أوقفوهم وأوسعوهم كلاما حاميا، وأوقفوهم على جنب الطريق وكأن ذلك دعوة للقريب والبعيد للتفرج على المشهد الذي انتهى بخيبة كبيرة على وجوه «حرامية الكوارتين». الغريب أن الشرطة أفرغت الكراتين فلم تجد فيها حتى «صرة بقل» أو على أقل تقدير تفاحة «خايسة»، إذ كان ورق الفواكه والخضار هو كل ما تحمله الكراتين لتزداد الخيبة على وجوه «الحرامية»!
قد يكون الشباب الذين ذهبوا للعشاء شاهدوا موقفا لم يدم أكثر من نصف ساعة، ولكنهم أجمعوا وهم يشاهدون مباراة البرازيل وفرنسا بأن المشهد كان أكثر إثارة بكثير من المباراة الكلاسيكية الطويلة التي لم تحمل الإثارة إلا في ثوانيها الأخيرة
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ