العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ

برلمان البحرين وبرلمان الكويت

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أمس الأول «انفجر» صراع بالأيدي داخل مجلس النواب لدينا في البحرين، والمداولات التي سبقت وتخللت وأعقبت العراك عبرت عن أزمة في أسلوب عمل البرلمان الذي يطلب منه حالياً تمرير كل ما تود الحكومة تمريره من قوانين. البرلمان بدأ في إزعاج نفسه عندما عجز عن إزعاج الحكومة.

في الكويت، قامت الحكومة بحل البرلمان لأنها انزعجت من التحالف النيابي الذي توحد خلف أجندة وطنية اتفق عليها السلفي والإخواني والشيعي والليبرالي... ونتج عن الانتخابات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي برلمان أقوى مما سبقه، والأجندة أصبحت أكثر وضوحاً، وأمسكت المسيرة السياسية الكويتية التي كانت قبل عام متخلفة عن غيرها لأنها كانت أسيرة لما حصل للكويت منذ احتلالها وتحريرها قبل أكثر من عاماً بالزمام مرة أخرى، وأصبح الكويتيون في مقدمة الركب الخليجي.

الكويتيون لديهم برلمان مملوء بالطاقة التي تتوجه نحو تحقيق مطالب عادلة ومشروعة... أما برلمان البحرين فإنه مملوء بأعداد كبيرة جداً من الأعضاء (أكثر مما لدى الكويتيين)، ولكن اللائحة الداخلية وصلاحيات العمل البرلماني مركبة بطريقة أدت إلى أن ينفجر الأعضاء على بعضهم بعضاً، لأن ذلك يبدو أسهل الأمور المتوافرة لديهم.

ليس مستغرباً أن تضيع الطاقات في اللكمات والكلمات التي لا تليق بالبرلمان، فعندما يتم ملء غرفة بعدد كبير من الناس وتغلق عليهم من دون أن تكون هناك مجالات لانطلاق الطاقة في أمر مفيد فإن الغرفة سرعان ما ستمتلئ بالصراخ وسرعان ما تمتد الأيدي.

أيدي النواب في البحرين امتدت على بعضهم بعضاً أمس الأول، ولكنها يوم أمس ارتفعت كلها استسلاماً وموافقة على موازنة العامين و.,, وسترتفع استسلاماً وموافقة على جميع القوانين التي سيتم تمريرها خلال هذا الشهر بسرعة البرق الخاطف. ومن المتوقع أن يشهد هذا الشهر تمرير عدد كبير من القوانين بصورة ستذهل الجميع وستشغلهم عن لكم بعضهم بعضاً، لأن ما تبقى من فترة الانعقاد الحالية فترة وجيزة، ويبدو أن هناك من يخشى وجود برلمان من تركيبة أخرى. وعليه، فإن الذي سيحصل هو تمرير كل ما «قد يتعطل» لاحقاً إذا وجد نواب يسألون ويناقشون ويدافعون عن مصالح ناخبيهم كما هو الحال في الكويت.

إن ما يحدث داخل أروقة البرلمان البحريني يختلف بمقدار درجة عما يحدث داخل أروقة البرلمان الكويتي، فهناك استعاد النائب دوره الدستوري، ولديه الحرية في تمثيل آراء من انتخبه، أما ما يحصل لدينا فهو اختناق بعبرة، ثم شتائم، تتبعها لكمة ولكمات وتكسير للنظارات.

لا يمكننا سوى أن نأمل أن تمضي الأيام القليلة المقبلة بخير، فالنواب ليست لهم قدرة على ممارسة دورهم الرقابي أو التشريعي، وعليهم ضغوط كثيرة، وهم ينفجرون على أنفسهم بسبب ذلك. أملنا أن يستفيدوا من باقي الأيام في إصلاح ذات بينهم والتخاطب الودي وشرب القهوة والشاي وتمرير الوقت بأقل الخسائر الجسدية الممكنة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً