«لم تفز أية مترشحة في الانتخابات الكويتية التي جرت منذ أيام»، وعلى رغم أن هذه النتيجة كانت متوقعة جداً، بناء على الظروف والمعطيات التي تم فيها خوض الانتخابات، فإنها خلفت نوعاً من «الأسى» لهذه النتيجة التي باتت تتكرر باستمرار في أية انتخابات تخوضها المرأة في أي من الدول العربية، على رغم اختلاف السيناريوهات.
ولأننا في البحرين على مشارف انتخابات، يتوقع أن تخوضها أعداد كبيرة «نسبياً» من النساء، فكان من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على الأرقام والنتائج التي خرجت بها المرأة الكويتية من هذه الانتخابات التي خاضتها للمرة الأولى، لأنه على رغم الفارق البسيط بين الوضع البحريني والكويتي، فإن التجربة إجمالاً، تلقي بالضوء على حيثيات كثيرة مشابهة في المجتمع البحريني.
أولاً: خاضت الانتخابات الكويتية مترشحة (امرأة)، من بين مترشحاً خاضوا الانتخابات.
وتقول التقارير الإخبارية إن نسبة مشاركة المرأة في الانتخابات الكويتية بلغت في المئة، ما وصفته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بالنسبة الجيدة على اعتبار أن التجربة هي الأولى.
تفيد التقارير أيضاً أن بعض النساء تفوقن على منافسيهن الذكور في عدد من الدوائر الانتخابية، على رغم عدم فوزهن، وهذا مؤشر مهم جداً، فالمرأة الكويتية حصدت أصواتاً إذاً، تفوقت بها على منافسيها الرجال أحياناً. فقد فازت المترشحة ليلى الراشد مثلاً بالمركز الرابع، بين ستة من المترشحين في الدائرة الخامسة والعشرين (أم الهيمان).
النتيجة الأكثر أهمية، التي تعطي دلالات واضحة وعميقة تفند بها القول السائد إن «المرأة عدو المرأة»، هي أن عدداً من المترشحات حصدن أصواتاً في مجملها «نسائية» في دوائرهن. فقد حصدت المترشحة فاطمة الحساوي في الدائرة الثامنة (حولي) أصواتاً نسائية شكلت في المئة من مجموع الأصوات التي حصلت عليها، فيما حصدت المترشحة غنيمة الحيدر في الدائرة التاسعة (الروضة) أصواتاً نسائية شكلت في المئة من مجموع الأصوات التي حصلت عليها.
لم تكن المرأة الكويتية عدواً للمرأة إذاً، على الأقل في هاتين الدائرتين، وعلى رغم صعوبة التجربة الانتخابية وجدتها، وعلى رغم التقاليد والموروثات الاجتماعية، وعلى رغم معطيات وعوامل كثيرة تجعل التصويت للرجل أمراً متوقعاً وطبيعياً ومبرراً، صوتت غالبية نسائية لمترشحة «امرأة».
ولعل الدائرة الأكثر «شراسة» بالنسبة إلى النساء في الكويت كانت الدائرة العاشرة «العديلية» التي تنافست فيها مترشحات نساء من بين مترشحاً. وعلى رغم أن أياً من تلك الوجوه النسائية لم تحقق الفوز، فإن اثنتين بينهن، هما رولا دشتي ونبيلة العنجري، حصدتا أصواتاً لا بأس بها، شكلت إجمالاً أعلى الأصوات التي حصلت عليها أية من المترشحات النساء في الانتخابات.
أعداد المترشحات للانتخابات الكويتية إذاً لاتزال أقل من نصف عدد المترشحين الرجال، تصل المرأة إلى مراكز متقدمة في حصد الأصوات الانتخابية، لكنها لا تفوز، المرأة دعمت المرأة، والمشاركة النسائية فاعلة ومؤثرة في العملية الانتخابية، والنساء ينافسن بعضهن بعضاً «بشراسة» في بعض الدوائر الانتخابية.
ربما تكون هذه جميعها معالم أولية لوضع المرأة في الانتخابات البحرينية المقبلة... من يدري؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ