في الصيف، يمكن تلاحظ ان وجوه كثير من النساء «مكفهرة»، وضايقة خلقهم، و«لايعة جبدهم»، ومو طايقين أحد، ولا يتحملون كلمة، وممكن ينفجرون في ويهك في أي لحظة.
وهالضيق مو بس بسبب الجو الحار، اللي طبعاً يكفي ويوفي علشان يخرب مزاج أي إنسان، ومو بس لأنهم يفكرون في السفر برا البحرين ويحاتون تجهيز أغراض السفر، ومو بس لأنهم تمللوا وهم يقنعون أولادهم علشان يدخلونهم في معهد ولا مدرسة خاصة ولا نادي أو أي شي علشان يفتكون من قعدتهم في البيت أيام الإجازة، كل هالأسباب ممكن تساهم في ضيق هالنساء، لكنها مو السبب الرئيسي، لأن السبب الرئيسي هو ببساطة شغالاتهم اللي مسافرات في الصيف.
غالباً في الصيف في وايد بيوت، تصير في حالة طوارئ، لأن الشغالة مسافرة في إجازتها. نظام البيت يختل، ونظام الكون بعد. كل شيء يتغير، عند الأولاد والآباء، وتحديداً عند الأمهات، اللي كانوا يشتغلون طول السنة، خارج البيت، وبدأ دوامهم الحين داخل البيت.
وتلاقي الواحدة من النساء تحاتي هاليوم وتحسب له ألف حساب، اليوم اللي تسافر فيه شغالتها، وتحاول تتخذ فيه كل الاحتياطات اللازمة والضرورية علشان تسهل المهمة في هذ الفترة الحرجة، لحد ما تمر الشهور بسلام، وترجع الشغالة، والأولاد لمدارسهم، وهي لشغلها، وترجع الحياة طبيعية مثل أول.
في هالزمن الصعب، صارت الشغالات في البيوت ضرورة، لأن بدونها شلون يمشي البيت؟ إذا الأم والأب يشتغلون علشان يوفرون حياة كريمة لأسرتهم، من اللي راح يقوم بالمهمات «المنزلية»، وطبعاً هذا هو المدخل اللي ينتقدون فيه النسوان، يقولون إن المرأة مو قادرة تقوم بدورها الطبيعي، وإن بيتها يفتقدها، طيب إذا المرأة تشتغل أصلاً، وتساهم في البيت، وتربي الأولاد وتعلمهم، شلون تقدر توفق بين كل هالأشياء وهي إنسان، مو «مكينة»، يعني تبونها تصير «سوبر وومان»، تشتغل وتصرف على البيت، وتصير ربة منزل، وتربي الأولاد وتعلمهم وتتابع تدريسهم، وتحافظ على أناقتها ورشاقتها وجمالها، شلون تقدر تسوي كل هالأشياء بدون شغالة.
المصيبة، انهم زيدوا الشروط ومصاريف الشغالات، وصرنا ما ندري شلون نييب شغالة ومن وين، يعني صارت الشغالة مشروع طويل الأمد لازم الواحد يخطط له عدل، علشان لا ينصم في النهاية.
ولذلك، الظاهر ان دور الشغالات ما صار بس للأشغال داخل البيت، يمكن بعد الشغالة تصير استثمار، مثل واحدة قصت لي قصة شغالتها، اللي كانت تشتغل في بيت امرأة تعيش بروحها في قرية، وتطرش شغالتها تخدم في بيوت الجيران باليوم، وتأخذ هي معاشها كله، وتعطيها منه الربع أو أقل، وأحياناً تأخذها معاها إلى المساجد حق «الطرارة»، يعني تخيلوا اننا وصلنا لهذي المرحلة، ما ارتاحت الشغالة إلا لما اكتشف واحد عند المسجد انها مو بحرينية، فقالت له عن كل شي وطلبت ترجع للمكتب اللي يابها، ولما سألوا المرأة اللي كانت تشغلها قالت «احنا بعد ليش يايبينهم، خلهم يصرفون علينا، أنا ما عندي أحد يصرف علي، خليها تساعدني». يعني باختصار المسألة صارت تجارة عندها، الشغالة تطلع مصروفها ومعاشها، وحتى تصرف على صاحبة البيت اللي يابتها.
ما نبي نعلق على هالقصة المأساوية، لكن بس نبي نسأل سؤال واحد: هل نقدر نستغني عن الشغالات؟ والجواب طبعاً هو لا، ولذلك نرجع مرة ثانية ونقول الله يساعد النساء اللي سافرت شغالاتهم في الصيف، والله يرجعهم لهم سالمين غانمين.
أنثى
إن لم تعجبكم... فاحسبوها ثرثرة
العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ