ينعقد مجلس النواب اليوم (الأحد) في جلسة استثنائية ثانية لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة للعامين / التي أحالتها الحكومة بصفة الاستعجال، وذلك بعد أن أخفق المجلس في الجلسة الاستثنائية التي عقدت أمس (السبت) في الحصول على النصاب القانوني بين عدد المؤيدين والرافضين للمبادئ والأسس لمشروع الموازنة. إذ صوت نائباً من أصل نائباً حضروا الجلسة بالموافقة على المبادئ والأسس لمشروع الموازنة، فيما رفضها نواب وامتنع آخرون.
ويكتنف مصير الموازنة العامة غموض، ففي الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون أن تتمسك الكتل النيابية والنواب بمواقفهم ذاتها في جلسة أمس، يرجح مراقبون نيابيون أن تعمد الحكومة خلال الساعات القليلة المتبقية من التئام الجلسة الاستثنائية إلى سحب مشروع الموازنة، في خطوة وصفتها قوى نيابية بأنها «تأتي لحفظ ماء الوجه، خوفاً من إجهاض مشروع الموازنة في المجلس»، فيما استبعدت قوى نيابية أخرى ذلك، متوقعة أن تمر الموازنة اليوم بسهولة في ضوء الاتصالات متعددة الأطراف التي تقودها أطراف حكومية ونيابية للوصول إلى حل توافقي لتمرير الموازنة.
تحفظ «الأصالة» و«المنبر» ورفض «الإسلامية» و«الديمقراطيين» وموافقة «المستقلين»
«النيابي» يعلق الموازنة و«استثنائية الحسم» اليوم
أفضت المناقشات التي درات رحاها بين ممثلي الحكومة وأعضاء مجلس النواب في جلسة أمس إلى عدم الحصول على النصاب القانوني بين عدد النواب الرافضين أو المؤيدين للمبادئ والأسس التي جاءت ضمن مشروع الموازنة العامة للدولة للعامين / المحالة إلى السلطة التشريعية بصفة الاستعجال.
وصوت نائباً من أصل نائباً حضروا الجلسة بالموافقة على المبادئ والأسس لمشروع الموازنة، فيما رفضها نواب وامتنع آخرون. وبدا واضحاً توافق نواب كتلة المنبر الوطني الإسلامي على التصويت بالامتناع، فيما حدث انقسام بين نواب كتلة الأصالة الإسلامية بين موافق وممتنع، وتوافق نواب كتلتي الديمقراطيين والإسلامية على رفض مشروع الموازنة، وصوت نواب كتلة المستقلين بالموافقة على المشروع.
في ضوء ذلك طلب رئيس المجلس خليفة الظهراني التصويت على عقد جلسة استثنائية للمجلس تعقد اليوم (الأحد) أطلق عليها بعض النواب بأنها استثنائية الحسم، سيتم التصويت فيها على مشروع الموازنة.
فجر النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اتهم بعض كبار المسئولين الحكوميين الحاضرين في جلسة النواب أمس، أنهم أبرموا صفقات من وراء كواليس الجلسة مع بعض النواب.
وقال مرهون في مداخلته: «شاهدت بعض كبار المسئولين الحكوميين الحاضرين في الجلسة يحاولون أثناء الاستراحة ثني بعض النواب عن مواقفهم بحثّهم على تمرير الموازنة»، ودعا مرهون رئيس المجلس خليفة الظهراني إلى توجيه انذار للمسئولين الذين قطعوا وعوداً للنواب وأبرموا معهم صفقات نظير تمرير الموازنة.
إلى ذلك، أوضح مرهون أن «ما حدث في الجلسة هو رد فعل طبيعي لما تعرض له المجلس، وهذا ما جنته علينا الحكومة ولم نجنه على أنفسنا».
وذكر مرهون أن «قبول الموازنة سيؤدي إلى انتقاص حقوق المجالس المقبلة، ويجب علينا ألا نسلب زملاءنا المنتخبين المقبلين حقوقهم الدستورية»، وأشار إلى «وجود صمت مريب في المجتمع على إحالة الموازنة بصفة الاستعجال إلى السلطة التشريعية، تارة باسم الدستور أو القانون وتارة باسم التوازنات السياسية».
ورأى مرهون أن «تقاطر مشروعات القوانين على مجلس النواب يعكس صراعات قوى فوقية، ويجب أن يحسموها هم ولا يدخلوا المجلس فيها، إذ يجب أن نحرص على سلامة العرس الديمقراطي».
ونقل بعض النواب أن «أطرافاً رسمية تساندها قوى نيابية فاعلة قادت في استراحة المجلس أمس مشاورات موسعة بين قادة الكتل والأطراف النيابية الفاعلة في مسعى لتمرير مشروع الموازنة»
العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ