العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ

البطاقة الذكية... بخمسة دنانير

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

أنا عندي البطاقة الذكية التي أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء... لكن (الصراحة) لا أعرف كيف استخدمها... يوجد في طرفها مربع صغير وذهبي ولا أعرف لماذا... يقولون إنه لجهاز الحاسب الإلكتروني (الكمبيوتر) لكن كيف؟ لا أعلم... خلف البطاقة هناك معلومات عن رخصة القيادة للمركبات، ولا نعرف هل هي تعتبر رخصة سوق؟ وهل هي معترف بها دولياً كرخصة سوق؟ يعني هل هي صالحة، وإلى متى، وهل هي تعتبر بديلاً عن رخصة السوق، وإذا سحبت رخصة السوق هل هذا يعني سحب البطاقة الذكية من صاحبها؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات.

البطاقة الذكية في الوقت الحاضر ليست إلزامية... يعني «أوبشنال»... لكن هل ستستمر غير إلزامية إلى الأبد، أم أنها ستكون مفروضة على المواطنين بعد فترة من الزمن؟... إذا كانت هذه البطاقة الذكية غير إلزامية فلا داعي لها لأنه ليس الجميع يستخدمها، وإذا كانت إلزامية فهنا الطامة الكبرى والمصيبة التي ستنزل على رأس الفقراء والمساكين وابن السبيل... السعر المحدد لإصدار كل بطاقة هو دنانير (إلزامية) والفقير الذي لديه زوجة وعدد أبناء، ويطلب منه أن يستخرج له ولهم عدد ثمان بطاقات وبسعر أربعين ديناراً... من وين؟

من أين لهذا الفقير مبلغ ديناراً، وهو الذي لا يوجد في جيبه دينار يطعم به عائلته؟... الحل بسيط جداً، لأن هذا الفقير المعدوم كان حصل (وفي احتفال ضخم ومهيب أقيم من مدة أربع سنوات) على آلاف سهم من أسهم شركة السيف العقارية... وهذه الأسهم التي تعتبر كنزاً، تدر عليه أرباحاً يومية خيالية تقدر بمبلغ فلساً فقط لا غير، وبحسبة بسيطة فإن هذا الرجل وعائلته إذا صاموا عن الأكل والشرب واللباس والاستحمام واستخدام الكهرباء لمدة آلاف يوم فقط (مثل أهل الكهف)، فإنه بإمكانه الحصول على ديناراً... ديناراً يستخدمها في استخراج البطاقات الذكية للأسرة الكهفية، وستة دنانير للمواصلات إلى المبنى الفخم للسجل السكاني (أند ريتيرن) يعني العودة إلى المنزل، و دنانير يشتري بها صابون وشامبو للعائلة، حتى يغتسل الجميع ويزيلوا (القمل والصيبان) من شعرهم بعد نوم الكهف ويلمعوا أنفسهم للصور البطاقاتية، ودينار يشتري به (حب رقي) لأولاده يتقرضون فيه احتفالاً بنهاية الصيام...

الحكومة تريد من كل مواطن أن يكون لديه بطاقة ذكية... وأعتقد أن حكومتنا اسمتها البطاقة الذكية لأنها تريد المنافسة في كتاب جينز للأرقام القياسية بحساب أنها الدولة الوحيدة في العالم التي نسبة الأذكياء فيها هي في المئة... لكن المشكلة أن الغالبية العظمى من أبناء البلد لا يملكون هذا المبلغ الضخم لاستخراج البطاقات لهم ولعائلاتهم، والمشكلة الأكبر أن الأغنياء هم الذين تتكون عائلاتهم من عدد يحسب على اليد الواحدة، والفقراء والمعدمون (بعضهم) لديهم عوائل تتكون من و فرداً، فمن أين سيحصلون على مبالغ نقدية كبيرة ليتمكنوا من استخراج بطاقات ذكية لجميع أفراد العائلة (ما شاء الله) جميعهم؟... يعني هل فكرت الحكومة في ذلك؟...

إذا أصبحت هذه البطاقة إلزامية ولم يتمكن الفقراء من الحصول عليها فما هو الإجراء الحكومي الذي سيتخذ ضدهم؟... يعني هل من الممكن أن يسجن رب العائلة لأنه المسئول الأول، أو سيتم سجن جميع أفراد العائلة؟ هل ستتسع السجون الموجودة حالياً لهذا الكم الكبير من فقراء البحرين (وما أكثرهم) أم أننا نحتاج إلى بناء سجون جديدة وتقسيمها بحسب الجنس والعمر؟ يعني الأب مع الأبناء الكبار في سجن، والأبناء الصغار في سجن آخر، والأم مع البنات الكبار في سجن ثالث، والبنات الصغار في سجن رابع، والرضيع يسجن مع البيبي ستر مالته...

سؤال أخير... ويرجى الإجابة عنه من فضلكم... هل هذه البطاقة بألوانها الشجية وأعلامها المرفرفة، ومعها طبعة رخصة السوق التي ليس لها تاريخ انتهاء، هل هي معترف بها دولياً؟... يعني بطاقتكم تمشي في الخارج وإلا شلون؟..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً