العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ

وزارة الإعلام... والقرار جريء!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

هذا المقال ليس لتقييم ذاك الوزير أو إظهار سلبيات هذا السفير أو فضح نوم الغفير في ذروة «النباطشية»، أي المناوبة! وليس رصداً وتتبعاً لزلات المؤمنين - معاذ الله - فلست ممن يتتبع زلات الكافرين فما بالك بالمؤمنين! وليس هذا مقاماً للقول إن أحد الوزراء الثلاثة الذين تعاقبوا على الوزارة اجتهد اجتهاداً غير مأجور عليه ألبتة؛ إذ قام بجلب الحسناوات والمتغنجات والمتمايلات اللاتي تلكعن في لغتنا العربية أيما تلكع، وليس لهن أي نصيب في اللغة أو الثقافة، والحرفة عموماً! ولا تتعدى صلاحية الواحدة منهن للظهور على الشاشة إلا كعارضات للماركات ومنتجات التجميل، وسار خليفته من بعده على نهجه؛ فنعم السنة الحسنة! فالأول كان قراره جريئا وفيه تعدي على اللغة والمهنة، وتبعه الثاني في ذلك؛ بل زاد عليه!

تسلمها الثاني على أنها غنيمة، والغنائم أنواع، منها ما يسميه إخواننا المصريون «النيفة»، وهو أفضل ما في الذبيحة من لحم، فتسلم الوزير «النيفة»، وقضم منها ما يملأ به معدته وأسرته وأصهاره وأنسابه وفصيلته التي تأويه، حتى بانت الأطباق اللذيذة تباع على الناس، ويتم قبض الثمن على رأس كل شهر! وهكذا لم تبق مناقصة ولا شاردة ولا واردة إلا وله منها نصيب ولمؤسسته الخاصة فيها سهم كبير.

وبما أن الغنيمة كبيرة وذات فروع متعددة، منها مبان حكومية، تقع تحت قبضته الإدارية فما كان منه إلا أن خلط الخاص بالعام، أي ممارسة الانحراف بالسلطة عن الصالح العام بصورة فاقعة، بالاستيلاء على تلك المبان لممارسة نشاطه التجاري! وهذا الموضوع يحتاج إلى قرار جريء وفعلاً أصدر الوزير قراره باستغلال مباني الحكومة لمؤسسته الخاصة!

أما وزير الإعلام محمد عبدالغفار، والذي نتمنى له كل التوفيق والنجاح، والذي جاء قراره حديثاً بإغلاق صوت الغد، التي بح صوتي مما كتبته عن تجاوزاتها الفاقعة والتي يراها الصبي الصغير وليس رجال قانون ونواباً ووزراء ووكلاء وزارات ومديرين. قرار الوزير بإغلاقها قرار جريء وصائب وموفق، وإن تأخر صدوره.

نعلم أن مسئوليات وزير الإعلام كبيرة، ولكنا نأمل أن يلتفت بشكل أكبر إلى الاهتمام بالعناصر البحرينية وتدريبها وخصوصا أن الوزير عبدالغفار تسلم الوزارة وهي خاوية على عروشها وخالية - إلا فيما ندر- من مذيع بحريني محترف في اللغة والمضمون والثقافة، فقد كانت معايير من سبقه تختلف جذرياً في اختيار المذيعين والمذيعات ومقدمي البرامج والمقدمات. وهذا يحتاج إلى قرار جريء.

أعطني أذنك...

تمر على الإنسان ذكريات، تبقى قابعة في دهاليز الروح، تتمايل مع مرور طائف يداعب خيال المرء عن الأحلام والأمل... ومع عبور جسور الأزمنة و«كباري» الأمكنة، والتحليق في أغوار النفس، والارتقاء عن أدنى الملذات وأشهى الرغبات... بعد تلك الرحلة الطويلة ترتطم الذكريات الجميلة، التي حملت الأماني والآمال العريضة بواقع مرير؛ وحياة لا يعرف المرء فيها إلا الكدح والشقاء والألم النفسي، والبلاء والصبر، والمصيبة أكبر إن كانت المعاناة في صمت! ولا صدى لأي صوت، فالكل مدهوش بما يحوزه أو يتطلع إليه! حينها ليس للمرء إلا اتخاذ قرار جريء يحافظ بموجبه على سر الحلم والأمل

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً