لابد وأن نكون - نحن الرياضيين - قد استفدنا استفادة كبيرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم... هذا المونديال الكروي الذي رمى بظلاله على جميع الحوادث العالمية... فطغى على كل التناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تغلف حياة الانسان العربي... واصبح حديث المجتمع عن منتخبات البرازيل وألمانيا والارجنتين وبقية الفرق ونجومهم جميعاً بهدف الاستمتاع بفنون كرة القدم.
ووجدنا شتان ما بين الروح الرياضية التي نعرفها في الملاعب العربية أو على مدرجات المشجعين... فالمنافسة الشريفة والصراع والقوة موجودون داخل الملعب، ولكن خارج الملعب تجد التشجيع الجميل والمؤازرة المتمرسة حتى ان المشاهد يشعر بأنه يعيش كرنفالاً جماعياً شارك فيه الصغير قبل الكبير فوجدنا زعماء دول العالم يتوافدون إلى الملاعب الألمانية من أجل تشجيع فرقهم ضاربين بعرض الحائط كل أعراف «البروتوكولات» أو الرسميات - لذلك فقد كنا - دوماً نطالب على صفحات - الوسط الرياضي - قبل ان نغرس في النشء روح المنافسة وحلاوة الفوز... يجب ان نعلمه أبجديات الرياضة والمفهوم الصحيح لممارسته، والفوائد الصحية الي يجنيها، وبعد ان يشتد - عظم النشء - نبدأ غرس روح المنافسة الحقة!
ومن التناقضات التي كانت لها وقع في الذاكرة ومازالت محفورة حينما هُزم منتخبنا من ترينيداد وتوباغو وكيف تعامل معها الكثير لدرجة ان الجميع بات يغفل عطاء المنتخب وتفاني لاعبيه والجهاز الإداري والطاقم الفني المعاون - وكأننا - أفضل منتخب في العالم وخسرنا من أضعف فريق!
هذا المشهد يتناقض مع منتخب توغو وخروجه صفر اليدين من كأس العالم، فقد خرج الشعب التوغولي يستقبله أفضل استقبال مشيداً بعطائه على رغم الخسائر منوهين بأهمية التأهل للنهائيات والتمثيل المشرف!
أما اسوأ التناقضات التي صادفها الرياضي العربي في هذا المونديال فهي ما حدث من حشد متعمد من قبل القناة التي استحوذت على نقل المباريات حصرياً... فقد شاهدنا في جميع دول العالم صوراً جميلة ورائعة لكيفية حشد الناس لمشاهدة المباريات سواء في الحدائق العامة أو على ضفاف الأنهار أم داخل الصالات العملاقة وملاعب كرة القدم مع تناقض واضح لتصريحات المسئولين عن القناة - في هذا البلد - وما توارد لنا من أخبار عن احتكاكهم ببعض الأشخاص الذين حاولوا عرض المباريات على الناس بشكل جماعي!
أما أظرف ما قرأت من تعليقات عن سبب عدم بث مباريات كأس العالم - أرضياً - في التلفزيون الحصري فكان رد وزير الاعلام المصري أنس الفقي الذي نشرت حديثه صحيفة «الأهالي«، اكد أنه كان على مصر دفع مبلغ مليون يورو مقابل النقل، ما يوازي مليون جنيه مصري، تكفي لإنشاء مدرسة أو بناء وحدة صحية!...
إذاً فليترحم كل الرياضيين على قناة «الجزيرة الرياضية» ولندعو لها بطول العمر والاستمرار حتى جعلتنا نشاهد أفضل دوريات العالم (اسبانيا وإيطاليا) مقابل دنانير
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ