هذه مأساة فتاة بحرينية لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها حرمها تدليل والدها الشديد من الاتزان والإحساس بالأمان وها هي اليوم... تدفعها صديقة منحرفة بسبب الفقر الشديد وإهمال والديها إلى الانحراف مثلها... فتخرج مع الرجال مقابل حفنة من الدنانير... على رغم ذكائها وكونها من عائلة محترمة. ولهذه المأساة بداية دعوني أسردها عليكم باختصار ليأخذ الآباء عبرة منها لحماية أبنائهم سواء كانوا فتياناً أم فتيات... ويحاولون أن يتبعوا الأسلوب الحازم مع أبنائهم القائم على الحب والرعاية والاحترام والحوار... واتفاق الوالدين على أسلوب موحد في التربية لأن عدم وجوده في جو الأسرة أخطر منزلق يقع فيه الآباء ويجنون به على أبنائهم.
كان والد هذه الفتاة يدللها أشد التدليل... ولا يرفض لها طلباً أبداً وعندما كانت الأم تعترض على تلبيته المستمرة لطلبات ابنته على رغم وجود ابناء آخرين له لا يعاملهم بالمثل... كان يغضب بقسوة على الأم ويحقر من شخصيتها حتى أصبحت ابنتها لا تحترمها وكذلك أبناؤها.
واستمر هذا الأب على أسلوبه الخاطئ في التربية ينخر في شخصية ابنته ويزيدها عدم طمأنينة وهشاشة وضعفاً لعدم وجود الحزم في تربيته لها.
وفي يوم حلت الكارثة... عندما توفي الأب بنوبة قلبية والفتاة لا يزيد عمرها على عاماً... بكت الابنة على والدها كثيراً... وشعرت بأنه تخلى عنها بموته... وبدأت تشعر بالخوف من فقدان من تحبهم... وربما بسبب عدم اطمئنانها شعرت بأنها السبب في موت والدها... واستمرت تصر على طلباتها الكثيرة التي كانت تحصل عليها من والدها عندما كان حياً... حاولت الأم إقناعها بأنها لا تملك المال لتلبي كل طلباتها... لكن لا فائدة... إذ كانت تنهرها ولا تحترم ألفاظها معها.
ولسوء حظ الأم والابنة... تعرفت الابنة الضحية إلى فتاة منحرفة كانت تخرج مع الرجال مقابل المال لكي تنفق منه على نفسها واسرتها بسبب كثرة الابناء وفقر الأب. بدأت بتعريفها إلى صديقاتها المنحرفات وعندما اندمجت في الجو بدأت بتعريفها إلى الرجال ولم تنحرف في البداية. حاول أهلها حمايتها إلا أنها - كما قالت لأمها والطبيبة التي تعالجها - تخاف أن تفقد صديقتها إذا لم تطع كلامها، ربما شعرت هذه الابنة بأن خوفها من فقدان صديقتها سببه تخلي والدها عنها بموته. وتعددت مرات خروج الابنة مع هذه الصديقة وعندما غضبت والدتها ومعها شقيقها هربت من البيت وكلما أعادوها هربت مرة أخرى والأسرة تعاني كثيراً من تدهور أخلاق الابنة عندما امتهنت الدعارة في هذه السن الشابة لكي تتمكن من تلبية متطلباتها المادية التي كان والدها يلبيها لها بإسراف ومن دون حزم وتوجيه. لقد قضى هذا الاب على مستقبل ابنته بتدليله السام وها هي لا تحترم أمها أو اخوتها وتغوص أكثر في وحل الدعارة لكي لا تفقد حب صديقتها بسبب عدم اطمئنانها وهشاشة شخصيتها المدللة ولكي تشتري ما تشاء من كماليات ترفيهية... فهل يرتدع الآباء ويحبون أبناءهم بحزم؟
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ